14‏/02‏/2009

ميلاد

في التوبة الى الله ميلاد جديد.. ميلاد لا يعرفه الا من يعيشه يوما بيوم


كان الوقت صباح الجمعة. نظرت الى نفسي في المرأة ووعدت نفسي بيوم مختلف عن بقية الأيام. أريده يوما لا شبيه له، اريد يوما اشعر فيه بولادتي من جديد. اقول "الولادة من جديد" واتذكر فتاة في ريعان شبابها واسمها ليلى (اسم مستعار)، تريد ليلى ان تبدأ حياتها من جديد، وأنا مثلها، وكأني اصبت بالعدوى اريد ان أحيا من جديد.


اقفز أمام المرآة مثل طفلة وجدت ضالتها. اقفز لبضع دقائق، ثم تغيب عيناي في ذكريات بعيدة، واعود لأصحو وقد عاد لي مزاجي المتعكر منذ مساء البارحة.
لسنوات أشعر بالكبت وانا ارى نفسي تتقدم في العمر. في مجتمع يريد للمرأة ان تبقى صغيرة ودلوعة! مجتمع من رجال لا يريدون للمرأة ان تكبر حرصا على مشاعرهم في السيطرة. هل هذا ادعاء نسوي يدعو الى غضب البعض؟ لا ادري ربما يدعو ذلك بعض الرجال الى الشعور بانهم مهددون جراء وجود نساء يعرفن ما يردن في هذه الحياة وما بعدها.


قابلتها، اسمها لطيفة وهي فعلا كذلك. من قرية قضاء جنين، مشينا معا في طرق قرية مثالية في جمال الطبيعة، تحيط بنا اشجار اللوز والزيتون. كانت تقفز مثل غزال في حضن بيته. بلغت لطيفة الاربعين ولم تتزوج. تحدثنا عن العنوسة، الشبح الرهيب الذي يقيم في صدر كل فتاة تقترب من كل جيل يتعدى العشرين والثلاثين والاربعين.
سألتها عن الاعشاب التي تحيط بنا، وذكرت لي اسماءها، للأسف أحاول الآن ان اتذكر اسماءها، ولكني اعجز عن تذكرها، واشعر بأني معلقة بين سماء وارض ليسا لي.

عندما تتحول الحكاية الى كابوس
اشعر بالحكايا تخنقني وكأنها لم تعد لي. معلقة بين سماء وارض. بين كلمات تقف مثل حاجز وهمي بيني وبيني. احاول ان استجمع عقلي وان ابني نظرية وجودي على الوقت. اتذكر سورة العصر:
بسم الله الرحمن الرحيم، والعصر، ان الانسان لفي خسر، الا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتـ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، صدق الله العظيم.
العصر يعني الدهر والوقت. هو المادة الخام التي تتكون منها حياتنا، الوقت الذي نقضيه إما بالطاعة، او بالمعصية، او بالهروب من الطاعة أو بالهروب من المعصية، او الوقوع والنهوض من جديد.

الوقت لن يعود الى الوراء في الحياة الدنيا. ولكنه يعود بتفاصيله في الحياة الآخرة، حينما تعرض الصحف التي كتبت لكل بشر وعدت عليه حركاته وسكناته.

مرآة وقمر
احاول ان اجعل من عمري مرآة لاقف امامها حتى اواجهه. ولكنها لا تعكس الا وجها مشوشا لاعماق تعيش حالة من الاضطراب الآني.
يقولون انني اعيش فترة انتقالية.
نعم انتقل من حياة الى اخرى، واحاول ان اولد من جديد. هل اقول مثل زهرة؟ اخاف ان اذبل. هل اقول مثل طائر؟ اخاف ان اهاجر فلا اجد عشا يحويني. ام اقول مثل امرأة. نعم اني امرأة لا تجيد التعريف بذاتها.








هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

يمكنك جدولة نشر التدوينات لتنشر تلقائيا في تواريخ تحددينها سلفا

يمكنك الاستفادة من الخاصية عند كتابة عدة مقالات دفعة واحدة فيفضل نشرها على دفعات وليس دفعة واحدة لاتاحة الفرصة للزائر قراءة مقال واحد كل مرة

ميساء تعرف كيفية استعمال هذه الخاصية

د. المطالع بن الكتاب يقول...

زيتونتنا تصافح رابطة ام الغنم

قامت زيتونتنا و الرابطة - ام الغنم (اسم قرية في ال 48) بالاتفاق على التعاون المشترك بينهما
حيث تقوم الرابطة بنشر مقالات ثلة مختارة من مدوني زيتونتنا وبالمقابل تنشر روابط مدوناتهم
وقد قامت زيتونتنا بالاتفاق مع الرابطة على نشر المدونات التي تنشر المواضيع الفكرية و التقارير الميدانية لا المقالات الشخصية

وفاز في اليانصيب المدونين التالية اسماؤهم:
هبهوبة رمزي
وسط - اسامة عباس
كيف؟؟ - شهرزاد
انعاش - ميساء احمد
عمر - عمر عاصي
سبحات فكر - هنادي قواسمي
عينك على فلسطين - ابو وديع

باقي التفاصيل على

http://zaytonatona.blogspot.com/2009/02/blog-post_21.html