30‏/10‏/2011

كلمات استثنائية

أشعر أني بحاجة في هذه الأوقات العصيبة إلى كلمات إستثنائية!
هطول المطر في الخارج لم يستطع أن يهدأني...

لماذا هي كذلك الحياة؟ هل ستمضي كلها وأنا أعيشها في صراع بل صراعات على المستوى الشخصي والجمعي؟

صراع في العمل وصراع في التعليم وصراع مع الذات ومع المجتمع، وحتى مع طواحين الهواء التي رحلت فلم تبق الطواحين وبقي الهواء!
صراعات داخلية وخارجية، مباشرة وغير مباشرة.
حتى أني أصارع ذاكرتي، لا تريد أن تنسى هذه الذاكرة، أصارعها، لعلي أنسى، أو أتناسى، فليس كل أيامي تستحق الذكرى!!

ها أنا أكتب مرة أخرى للفضاء الخارجي، أكتب ولديّ أمل في الرد ولو بكلمة إستثنائية أخرى....

21‏/10‏/2011

ثلاثية غرناطة: رواية تدعو للكفر بالله

فعلا إني قد سئمت من بعض الروايات العربية التي أقرأها، مكررة مثل الأفلام العربية القديمة والحديثة، محاورها ما يسمى ب"البقرات المقدسة" يعني: السلطة، الدين والجنس. كلها تدور في هذا الفلك، بلا توقف. وفي إباحة للجنس على أساس أنه إنعتاق للفكر والروح. أما السلطة فهي دائمة منتقدة، هناك في الأعلى ترسم كل شيئ بدون أي أخلاقيات، (وهذا طبعا مؤكد، فما عي السلطات اليوم؟ أليس عبارة عن تكتلات ومصالح لأفراد يزدادون غنى على حساب الفقراء والجياع؟) أما الدين الإسلامي بخاصة فهو عرضة للسخرية والتشويه، لم أر دينا مثله يتعرض للمهانة على جميع الأصعدة وفي مناسبة أو دون الحاجة الى مناسبة. وكأن الإنسلاخ من الهوية الإسلامية عبارة عن بطاقة المرور الى دنيا الفكر والفن!!

قررت أن أقرأ الادب العربي لعلني استطيع أن افهم الازمات التي يمر بها المواطن العربي وما يهمني أكثر خلال فترات تاريخية ماضية. أرى في الادب أحيانا مرآة للشعوب والمجتمعات، وإذا بي أرى أدبا منحازا الى ذاته والى ايديولوجيات من كتبوه وسوقوه وباعوه!!

مثلا: ثلاثية غرناطة، للكاتبة رضوى عاشور التي انهت كتابتها في القاهرة في 1995، والتي قرأتها مؤخرا. الرواية التي من المفترض انها تحكي قصة مائة عام من سقوط الاندلس، فيها الابداع اللغوي والوصفي وفيها رسم دقيق ومتنوع للشخصيات الرجولية والنسوية. ولكن لا يجب لهذا القالب المعد بدقة ان يعمى ابصار القارئ (وربما استطاع) حول مسالة الالحاد والشك بالله والتي تطفح بها الرواية. فاربع شخصيات مركزية (أبو جعفر، أم جعفر، سليمة، مريمه) تكفر بالله قبل موتها، وافكارها تجتر افكارا لدى من ارتدوا عن دينهم في اوروبا ومنها: ان الله لم يدافع عن مصاحفه التي احرقت فهو غير موجود، الله قد نسي عباده، هل هناك جحيم او جنة اصلا؟ لقد فقدت ايماني فليس من المعقول ان يكون الله عادلا ويرضى الموت والدمار لعباده... كلها افكار تدعو وبصراحة الى التخلي عن الدين. وفعلا فان هؤلاء الابطال وعلى اختلاف شخصياتهم خرجوا من الدنيا وهم يكفرون بالله الذي لم ينقذهم وقت حاجتهم اليه.
اما الشخصية الخامسة فهي عمر الشاطبي الفقيه الذي بقي على ايمانه بالله وسط الظروف الصعبة معتبرا اياها ابتلاءا، وكأن الكاتبة لم ترد لمثل هذا الايمان ان يكون خالصا، فعزته الى كونه قائدا يريد ان يظهر القوة امام رعيته، ولربما في الخفاء كان يتشكك من ايمانه.

لا اعرف طامة كبرى اكثر من هذا التشكيك، في رواية يعتبرها المفكرون من اروع الروايات، تباهي ثلاثية نجيب محفوظ وغيره، رواية تحكي قصة ومرارة الاحتلال ومحاكم التفتيش وغيرها من المظالم التي وقع فيها المسلمون بعد سقوط الاندلس. وان كان هذا الرسم للوقائع موفقا، الا انه لا يمح بحال الخيبة الكبيرة التي تطويها الرواية والتي تدعو الى الكفر بالله، وتحميله المسؤولية عن انقاذ عباده، بدلا من ان يتحمل العباد مسؤولية أمرهم. أليس المسلمون قبل 500 عام كما هم اليوم قد تناسوا دينهم؟ وجعلوه وراء ظهورهم؟
اين مسؤوليتنا عندما نسقط وتدوسنا الامم؟
اليست مثل هذه الروايات تنخر كالسوس في عضد الامة لتعيدها الى ظلمات الجاهيلية والكفر؟

فعلا لا اعرف ان كنت ساستمر في قراءة هذه الخزعبلات....


15‏/10‏/2011

سؤال حول رواية ذاكرة الماء

هل يمكن فعلا ان يحاور مسلم شيوعيا او ملحدا؟ هل يمكن ان يلتقيا عند نقطة ما؟ هل يمكن مثلا أن يصلا إلى ائتلاف ضد الفساد؟ هل يمكن لي كمسلمة أن أتعاطف مع مأساة شيوعي حتى النخاع يسخر من الله، ويطلب منه ان ينساه قليلا، حتى يتم نحت تماثيل ليضعها في كل مدن الجزائر كرمز للتنور والحضارة؟
ثم ماذا يحصل لهذا الشيوعي، الذي ينعت نفسه بالمتنور الفنان المثقف؟ يذبح على يد من يقولون أنهم مسلمون ثم تغتصب صديقته. ويصبح هذا المتنور، يصبح نبيا في رواية "ذاكرة الماء" للكاتب الجزائري واسيني الأعرج.
يصل الأعرج بدوره الى نتيجة وهي أنه لا مجال للحوار مع المتوحشين من السلفيين والمسلمين، كل ما يتعلق بالاسلام في نظره نبت من الجهل والفراغ والفساد، الصورة الاسلامية مزيفة يستعملها الحاكم او السلطة مثل ورق تين لتغطية عوراته وزيادة مكاسبه. هم هم هم ، هكذا يصفهم ويرمي عليهم حقده واحتقاره. اما هو، فضحية للفساد السلطوي والفاشية الدينية والقراصنة الاتراك.
ذاكرته من ماء، فعلا من ماء، انتقائية جدا، يصل الى الاتراك ولا يذكر الاستعمار الفرنسي لاكثر من 150 عاما وهو يطمس لغته ومعالم وجهه، يهرب الى حضن باريس باعتبارها مثلا للنور والامان.
انسلاخ واي انسلاخ.

اعود واتسائل: هل فعلا من يتحدث هو انسان نبت وعاش في ظل الاسلام؟ وما هو الاسلام الذي عاشه وعرفه؟ هل حاول فعلا ان يعرف الله الذي يشتمه ويحتقره؟
هل فعلا يمكنني ان ادعوه الى الاسلام ام فاليسقط الى الجحيم والى خوفه وفراغه؟
كثيرون مثله عاشوا في ظل الاسلام لا يعرفون عنه شيئا، او لا يريدون، يستكبرون عن عبادة الرحمن، الكل في دائرة الانتقاد والتجريح عداهم. الكل متوحش وهم النعاج الابرياء الذين يرون في الزنى حبا وفي الخمر ملهاة للروح.

هم المرجفون في المدينة وفي كل المدن، يسمون انفسهم بالمثقفين، ولكن ما هي ثقافتهم بالضبط؟ ما هي مبادئهم واولوياتهم؟ ماذا يريدون؟ يكتبون ويجدون كل المنابر مفتوحة لهم ويتباكون. ثم ماذا يريدون "اسلاما حضاريا" مفرغا من ذاته، اسلاما صنميا شعريا غاويا.

يعرفون الله وينكرونه، على مدى صفحات الرواية يذكر الله في مواقع عديدة، ولكنه ليس بذات الله الذي اعرفه، الههم انفسهم، وحينما شعروا بخطر الذبح بدأوا بالعواء. ومن الطرف المقابل: فعلا اريد ان اعرف عن من يدعون الاسلام ويذبحون، كيف بدأوا؟ ومن أين أتوا؟ هل هذا هو الاسلام؟
اسلامي لا يقتل بهذه الطريقة. الاسلام الذي اعرفه يحاور، ويدعو الى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وخاصة في بلد يكثر فيها الابتداع، من يريد ان يكون مسلما عليه ان يكون مقتنعا بطريقه، لا خائفا على رقبته، ففي النهاية لا نريد اعدادا من المسلمين المنافقين بين اواسطنا، بل مسلمين سلموا انفسهم لله وحده.

14‏/10‏/2011

الوقت يتبخر!


الوقت يتمدد ويتقلص حولي وفي داخلي، وأنا أنبش في هذا التاريخ الذي يملأ الحاضر. أقرأ روايات من السعودية الجزائر، وماذا أجد؟
إلتحافا بالدنيا وكراهية للمسلمين "الإرهابيين"؟
كيف يا ترى تحولنا الى اشخاص نكره انفسنا وتاريخنا؟ و"سنترجل" على من ماتوا في الدفاع عن هويتنا؟ استغرب من رواة او "مثقفين" اول ما يفعلوه هو الانسلاخ من جلدتهم.
الكاتب السعودي لا يشرب الخمر ولكنه ينتقد رخص المومسات في عرض اجسادهن!! يحتجن الى ابداع غربي في التسويق!! اما الجزائري فيهزأ من "الوحوش الاسلامية" التي تهدد فساده الاخلاقي بالموت. يسمي الاتراك المسلمين بالقراصنة!! وهو مهدد بالقتل من قبل الجماعات المسلحة... على مدى الرواية يقول هم وهم، يخافهم ويحتقرهم.

من الصعب عليّ ان أتعاطف معهما، كاتبان يريدان ان يبيعا لنا الفراغ في صورة وعي وذاكرة.
ربما عليّ ان أقرأ أكثر عن تاريخ الجزائر المعاصر!

12‏/10‏/2011

نباح في رواية!

أعود واكتب الكلمات التي لم تعد كما كانت. أقرأ كثيرا نسبيا في الفترة الأخيرة، يعني حولي رواية "نباح" لكاتب سعودي، وأسفاه يا كاتبا لكل هذه الصفحات، تبدأ من فرويد وتنتهي بفرويد، مع أن نظريات فرويد، حول دوافع البشر الجنسية التي جلبت في النهاية التطور، قد أثبتت أنها آراءه فقط وليس لها أي دليل علمي. ولكن رواية الكاتب عبده خال، بشكل أو بآخر، تثبت صحة نظرية فرويد، وها هي النسويات الغربيات والمستغربات، سوف يشققن جيوبهن، بمعرفتهن أن هذا الكاتب يسوّق لإمراة كل ما يهمه منها هو كيف يتخيل هو جسدها وكيف يضع الكلمات بين شفتيها، وكيف يتفلسف بالنيابة عنها.

عندما كنت أقرأ في الماضي، لم أكن أستطيع التمييز بين صوت الكاتب وبين صوت شخصياته، ولكني الآن وفي هذه الرواية، التي لم أنهيها بعد، أستطيع أن أسطر نقاط اللقاء والتشابة بين أحلام ونزق هذا الكاتب وبين ما يكتبه.

حتى هذه اللحظة أقول: خسارة على الورق الذي يكتب عليه مثل هذا الإبتذال. وهل فعلا إمرأة تجعل رجلا يسافر وهو يبحث عنها في كل النساء، ما هذه الشيطنة؟ يعني أنه يريد الإرتباط بشكل عابر أو غير عابر بكل إمرأة حتى يبرهن لنفسه أن جزءا من حبيبته بنت ال 17 ربيعا فيها!!!
فاليضحك فرويد في قبره!!