21‏/05‏/2011

عالم حواء

هذه أول مرة أختار فيها العنوان قبل الموضوع ذاته. وكأني أعرف ماذا سأكتب. نعم هذا الموضوع يشغلني جدا، من هي حواء؟ وما هو عالم النساء؟ كيف تتصرف النساء؟ كيف يفكرن؟ وما هي حواء التي أرادها الله على الأرض؟ كلها تساؤلات ولكنها ليست تساؤلات رجل إنما هي تساؤلات إمرأة تبحث عن ذاتها؟


بنت أم إمرأة أم عانس؟؟
في نقاش دار بيني وبين زميلاتي في العمل، رفضت الزميلات أن يعرفن أنفسهن بالنساء، أو بالمفرد إمرأة وقلن بفم واحد: إمرأة من تتزوج، نحن بنات!!
اعترضت: لست بنتا بل إمرأة وأن لم أتزوج!!
وقالت أخرى: مجتمعنا الظالم يعتبر الفتاة التي لم تتزوج عانسا، أي الشجرة اليابسة!
تعجبت من المعنى الأليم والصعب، تخيلت نفسي مثل شجرة يابسة الغصون والأوراق، تتساقط أوراقها خريفا وشتاءا، أحببت المنظر الطبيعي، ولكني عدت إلى نفسي وقلت: لا أريد أن أكون متساقطة الأوراق، وإن كان تساقطها ويباسها لديّ يعني قدرتها على الحياة والتجدد، إلا أن ذلك إجتماعيا يعني الموت والفناء.
متى رأيت أنا ومجتمعي الحياة بنفس النظرة؟ دائما ستكون هناك فجوات، ولكن من هو المجتمع؟
وكيف يقبل مجتمعي أن يكون عالم حواء عبارة عن عالم المكياج، واللباس، والمطبخ والحلويات، الرضاعة وتربية الأولاد. كيف يقتصر عالم حواء، حسبما يعرض في وسائل الإعلام على هذا العالم، الأمومة والطفولة، الجمال والصحة وأعمال المطبخ والتظيف। كلها امور مهمة، ولكن لا يمكن لها ان تشكل عالم حواء!
ولأسفي الشديد نجد ذات العالم ايضا في وسائل الاعلام الدينية، فالتركيز على نفس المواضيع ولكن يعني من وجهة نظر الاسلام.
فهل هذا فعلا عالم حواء؟؟
وماذا تفعل بنت حواء كونها تحتوي على مضامين أخرى إضافية، وليس بالضبط عالم المطبخ هو الحيّز الأهم في حياتها؟ إنها تجيد الطبيخ وتحبه، ولكنها لا تعتبره أساسيا وتقول: هناك أمور أهم. التربية، السياسة، الفقه، التعبير عن رأيها وايضا صناعة المعرفة.
أين نجد هذه الأمور في صفحات حواء المزعومة؟
وكيف لا تتوقع حواء من النوع غير التقليدي الصدمة التي يتلقاها آدم وهي تعبّر عن رأيها في قضية الجهاد في أفغانستان؟ أو في قضايا الساعة؟ أو هي تنتقد رأيا وتحاصر آخر؟ وكيف تكون حواء أخرى بهذا السذاجة وهي تعرض تجربتها في ميدان التربية على آدم، بينما يكون جواب الوداع خاصته: لست أحدا من تلاميذك!!


إذن من هي حواء؟
هل هي المرأة التي تزوجت وتجيد أعمال البيت وتعتني بالجمال والصحة؟ ولا يتعدى حديثها سقف السطحية أو الصمت في حضرة آدم؟
هل هي المرأة التي يهمها القيل والقال، كما تعرض في بعض البرامج الدرامية (باب الحارة مثلا) ويمارس عليها الرجل سطوته؟
هل هي أم الرجال؟ إمرأة تنجب المقاتلين وتتحمل المصاعب من أجل التحرر الوطني؟
وإن لم تكن اما أو زوجة، فمن هي؟


قالت لي إحداهن: يجب على حواء أن تجيد التمثيل. يعني ألا تكون من هي في الحقيقة، لأنه من الصعب على المجتمع أن يقبلها بما فيه من رجال أو نساء.
هذا ما تقوله داعيات النسوية الغربية والشرقية في تحليل هوية حواء، فهي في نهاية الأمر هي ممثلة، وحياتها مسرح، وفي كل مسرحية يكون لها دور، المهم أن تجيد لعب الأدوار: أنثى، إمرأة، أم، زوجة، بنت، طفلة، طالبة، عاملة، متعلمة وحتى متدينة!! كلها أدوار وكلها أقنعة.


من هي حواء؟
الله وصفها بالعابدة القانتة، الصابرة والتي تشارك آدم في كل مواصفات العبادة. أمهات المؤمنين ومريم بنت عمران وآسية زوجة فرعون كلهن نساء نقلن الدعوة الإلهية.


لكن من هي حواء التي تعيش في القرن الواحد وعشرين؟ ما هي مواصفاتها ومميزاتها؟ هل هناك حواء مثالية؟ وهل يمكن لها ان تكون واعية وايضا انثى؟ وكيف يؤثر هذا على ذاك؟
سأرحل الان دون إجابة.
هذا موضوع لا تكفيه كتابة مجموعة أفكار بل هو نتاج تجربة شخصية وجماعية...
ولا زلت أسير في اول الطريق....

09‏/05‏/2011

أماكن ممتلئة وقلب تائه

كل الأماكن أصبحت سواء... هنا كما هناك... ظمأ لشيء لا يحصل... أتنفس هواءك يا قدس وتعود لي ذكريات لا أريدها... أتنفس هواءا آخر فيقودني إلى حال أخرى...
ويلي من مكان لا يستوعبني ولا أستوعبه... ويلي من نفسي، التي أهرب منها وتلاحقني كظل... من منا يستطيع الهروب من نفسه؟؟

من منا؟

ليتني أستطيع كتابة أمر مختلف، ليتني أستطيع أن استشعر الفرح مرة أخرى... كثيرة هي الأفكار التي تتصارع في داخلي والمشاعر التي ترتفع للسطح ولا تريد أن تتبخر!!

اليوم لم أستطع أن أكتب أو أقرأ... يومي ذهب عبثا، ولا يزال الشعور بعدم الإستقرار يلازمني... ولهذا أكتب........

أكتب لأشعر، أكتب لأحس أني على قيد الحياة!

ويلي من نفسي التي لا تطاوعني ولا تهدأ ... ويلي مني ولست محترفة على الترويض!!

04‏/05‏/2011

اسبح في بحر افكاري وافكر في التاريخ

الطقس حار في "الخارج"، أجلس في "الداخل"، أحاول أن أبحث في التاريخ... لقد أصبح لي هدف في هذه المرحلة، أصبح كما أمسى هدفي وهو أن أبحث في التاريخ...



ومن يهمه التاريخ؟ ما دام التاريخ لدى الكثيرين هامشيا لا قيمة له...

سألني أحدهم محاولا اختبار همتي: "وماذا ستصبحين عندما تنهين بحثك؟؟ ماذا ستكون مهنتك ؟ وأين ستعملين؟؟ ومن الآخر ما الذي ستجنينه من الأموال من أبحاث في التاريخ؟؟"

إجابتي كانت جاهزة: أنا أبحث لأجل البحث، أما المهنة فيمكن أن أكون أي شيء آخر لا يتعلق بدراستي...

تجربتي تقول ان الاغلبية من الناس لا يحبون سماع هذا الكلام.... سيقولون: أنت تدرسين من اجل لقمة العيش... نحن شعب يصارع من اجل البقاء... اما المعرفة في التاريخ فهي مهنة من لا مهنة لهم من المترفين ومن اصحاب الكلام...

اعلم كل هذا، واعلم ايضا ان الفراغات السحيقة في تاريخنا المعاصر تناديني... لربما كانت هذه طريقتي في البقاء!!!