21‏/01‏/2009

هل انتهت الحرب فعلا؟

احياء عند ربهم يرزقون.. صدق الله العظيم

الحرب على غزة لا تزال تكشف الكثير عن نقاط القوة والضعف في العالمين العربي والاسلامي والغرب. بينما تلملم المدينة جراحها، وتدفن شهداءها وبينما يستمر التعاطف مع الضحايا الفلسطينيين في هذه الحرب غير المتكافئة عسكريا ولا اعلاميا، نتوفق قليلا لننظر الى الماضي غير البعيد ونعيد النظر في سيرورة هذه المعركة التي لا مناص من كونها ستقود الى معركة اخرى.

في هذه المعركة، واخترت تسميتها بهذا الاسم لانها واقعة في حرب، فالحرب هي سلسلة من المعارك، وان كان كل من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي يسارع الى الاعلان عن النصر فيها حسب مقاييسه وتقديراته.


الاعلام نقطة قوة
لننظر الى احدى اهم نقاط القوة لدى الطرف الاسرائيلي الا وهو الاعلام المضلل والتعتيم الاعلامي الذي لا يزال يرافق مرحلة ما بعد المرحلة. والذي سابق الصواريخ التي تسقط على غزة وبنى القصة الاسرائيلية والتي روّجت في الداخل والخارج من اجل كسب الشرعية للحرب. ومن الاساليب التي رافقت ذلك ايضا كان منع دخول الاعلاميين الاجانب وايضا قنص الاعلاميين الفلسطينيين في محاولة للتعتيم.

وفي المقابل كان ايضا الاعلام العربي على شقيه، المجنّد لحكامه فحاول ان يستر عورات الحكام وهناك الاعلام الذي اتخذ من الكلمة والصورة تعبيرا عن المقاومة للعنف الاسرائيلي، وراى ان يتماشى مع ارادة الشعوب بدلا من ارادة الحكام.

قناة مثل الجزيرة مثلا تماشت مع الراي العام العربي والاسلامي وعكسته من خلال متابعتها اليومية والمستمرة للحرب. وربما يقولون ان هذه القناة غير حيادية، وفي هذا الاطار يمكن الرد على ان الاعلام لم يكن ابدا حياديا، ولكن المطلوب منه ان يكون مهنيا في نقل الصورة الى المستهلك، فالحكم هو على الحقيقة الصحافية وليس على موضوعية الناقل.

ومن جهتها، اسرائيل لم تكن لا مهنية ولا موضوعية ولا حيادية في طرح الحرب على جمهورها، فقد نشرت ما يريده غالبية الجمهور في اسرائيل، وهم يريدون ان يروا الشعب الفلسطيني وعلى راسه حماس في حالة من الخوف والهذيان والتشرذم فكان لهم ما يريدون.

ليس جديدا القول بان المعركة الاعلامية لها تاثير قوي، يفوق السلاح على الجمهور. ولما كسبت اسرائيل اعلاميا في الغرب في نقل قصتها في الحرب، فشلت في الوقت ذاته في ان تمنع القصة الفلسطينية من الظهور عالميا من خلال المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني والرافضة للحرب على غزة.

ومن المهم جدا بناء منظومة اعلامية من اليوم تشمل عناوين وسائل الاعلام الغربية والعربية والجمعيات العربية والغربية من اجل ايصال القصة الفلسطينية. وبدأ فريق من المدونين التدوين غزة خلال الحرب وايصال رسائل غزة الى مختلف بقاع الارض، وتبقى هذه الجهود مباركة ولكنها تحتاج الى تخطيط وبناء.


نكبة جديدة ولكن القوة في البقاء
عندما رأيت صور الركام والجرحى والشهداء المتناثرة اشلاؤهم على طرقات مدن القطاع، وعندما رايت الاطفال والنساء يبكون وهم يهربون، عندما رايت الخيام وقد بدأت تنصب بجانب البيوت المهدمة، رأيت النكبة امامي. نكبة عام 1948 تعود وببشاعة. استطعت ان اتخيل ماذا جرى وقتها ولماذا هرب وهجر الفلسطينيون قراهم. لقد استعملت وقتها العصابات اليهودية القوة المبالغ فيها وارتكبت المجازر فلاذ الضعفاء بالفرار. ولكن الفرق هنا: ان اهل غزة لم يهربوا.. لقد واجهوا الموت والدمار ولم يتركوا اراضيهم وبيوتهم. وفي هذا رسالة من شقين: اولها: ان اسرائيل مستمرة في حربها لابادة الارادة الفلسطينية وثانيها ان الفلسطينيين قرروا انهم لن يتركوا ارضهم.


هل اصبح شاليت عربيا؟
كانوا مجموعة من طلاب الثانوية في احدى المدارس اليهودية يجتمعون في باص يسير بهم من القدس الى تل ابيب. كانوا يصرخون باعلى صوتهم ويضحكون. ومع ان الوقت لا يزال مبكرا الا ان شهيتهم للحديث كانت مفتوحة. بدأوا بالحديث عن معلماتهم اللواتي لا يلتزمن باللباس المحتشم اثناء التدريس، ثم انتقلوا للحديث عن امتحانات الثانوية التي تطرق ابوابهم من المفترض ان تؤجل بسبب الحرب. وصرخت احداهم قائلة: لم يبق لي الا ان ادرس في مادة المدنيات الا حقوق الانسان والتعددية في المجتمع الاسرائيلي. ساد صمت. وقال احدهم: ما الذي يحصل ولماذا اوقفوا اطلاق النار في غزة؟

ولماذا لا ينهون على حماس؟ وتسائل اخر: هل تظن انهم سيعيدون جلعاد شاليت في هذه الحالة؟ اجابت طالبة: انتم تعرفون انه لا يمكن اعادته في حالة حرب بل من خلال مفاوضات. هل تعرفون ربما يعطيه العرب حبوب فقدان الذاكرة وربما اصبح عربيا! اتعرفون لو عاد شاليت حيّا فان معنويات الجيش ستكون عالية جدا!

واجابها احدهم: اذن ليخرجوا كل العرب من السجون حتى يعود. فعارضه اخر: وهل تضن ذلك يفيد؟ حماس لا تعترف باسرائيل لان اسرائيل لا تعترف بهم كحركة سياسية. واضفت اخرى: بل لا تعترف بهم كبشر.

هذه اصداء من الشارع الاسرائيلي بعد ان انهى الجيش الاسرائيلي مهمته في القطاع. ربما لو كان الامر قبل اسبوع لكانوا يحتفلون بالغارات الجوية وضرب غزة. ولكنهم وبعد الانسحاب احادي الجانب والمؤقت من القطاع فانهم اكثر واقعيين.

مثل هذه الحوارات تبين ان الشارع الاسرائيلي يعرف حقيقة الصراع مع الفلسطينيين، ويعرف خطأ سياسة قادته ولكنه يسير مثل قطيع مستسلم لدعاية الحرب.

وماذا بعد هذه المعركة؟
لدينا الكثير لنعمله ميدانيا واعلاميا وقضائيا، كل في مجال تخصصه من اجل مساعدة ضحايا محرقة القرن ال 21.
اعجبني كثيرا اعلان وزير التعليم في غزة عن النية لاستئناف التعليم في القطاع يوم السبت القادم واضاف ان العلم راس مالنا. صدق، ولا يزال العلم هاما في معركتنا في البقاء.





هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

:) الاخت الفاضلة سلوى

لا شلت يمينك !

بارك الله فيك ونفتخر بمثل هكذا أقلام بيننا !

على الهامش : هل تدرسين في جامعة تل ابيب ؟

وشُكرا !

غير معرف يقول...

حابب تتعرف عليها؟ خاطبة البنت

غير معرف يقول...

لا ما ترد عليه مش خاطبة !!!!!!!!!!!!

خليك محضر خير ... ليش تقطع بنصيب البنت !!!!!!!!!!

غير معرف يقول...

متأسفين يا عمي
خلاص حروح أنا الان و افسح لكم الفرصة

بس لا تنسوا توزعوا حلو ان صار خير