28‏/12‏/2008

رسالة غزة إلينا

لا زال عندي أمل.. من الظلام سنبت فجر جديد.. لكن هيا إلى العمل..


جريمة الأمس في غزة، ليست جريمة يوم واحد. لذلك فالحزن والحداد لا يجب ان يكون ليوم واحد، ولا حتى اسبوع او شهر.
كثيرة هي الاحزان التي عبّر عنها اهل غزة وسط الجثث والركام. وفي ظل الخوف ونقص في الانفس والثمرات. كبيرة هي المأساة لدرجة أني وجدت نفسي لا أقوى على الكلام. شلّت الكلمات في داخلي. لا شيء يستطيع ان يعبر عن الاحباط وعدم القدرة على فعل اي شيء تجاه الأزمة.
هذا ما عبّر عنه الشارع العربي والاسلامي. حزن، تعاطف، وبعض مظاهرات. ولكن هل هنا ينتهي الفعل؟ هل هنا ينتهي دورنا؟ هل يستطيع البكاء والرثاء ان يعيد من مات وما هدم؟ هل اسرائيل ستوقف ما هي عليه من عنجهية ان استمرينا في البكاء وقذف الشعارات؟

حان وقت الحساب
لنقف ولنسأل أنفسنا: ما الذي نستطيع ان نفعله الى اهلنا في غزة؟
نعم اهلنا يريدوننا ان نتفاعل معهم، وان نسمعهم موقفنا في الرفض والاستهجان والاستنكار والتنديد.. والصدمة وغيرها من المواقف التي تزخر فيها مواقفنا على مدى اكثر من مائة عام. اذا حسبنا ان الصراع مع الصهيونية بدأ منذ بداية القرن العشرين مع الهجرات التي تدفقت على فلسطين وقتها.

حان الوقت لنعيد حساباتنا. ربما نحن نحتاج الى صدمة رهيبة حتى نفيق. صدمة بحجم الدم الذي نزف والالم الذي يرتعش في جنبات الاطفال والنساء والعزل من الرجال في غزة. ربما حان الوقت لنصحو ونسأل أنفسنا: ما الذي يحدث لنا؟ ولماذا نسارع في التباكي حتى ننفس عن القهر، وحتى ايضا نستطيع ان نستمر في التعود على الخمول وكأن ما يحدث هناك بعيد عنا. وكأننا بعيدين عن الموت، كأننا نستطيع هنا (كل في مكانه ان يكتفي بالشحب والحزن لبضع سويعات او ايام).

رسالة غزة الى العالم
مذبحة بهذا الحجم اكثر من مائتي شهيد، وومئات الجرحى والثكلى واليتامى في يوم واحد. محرقة في ها الحجم يجب ان توقظ فينا اكثر من الدمع والاحساس بالذنب.

وفي هذا السياق، وحتى لا أقع في العموميات والايحاءات وساعتها لن اخرج من هناك بسهولة وبسرعة. فإني أرى أن حساب الذات يجب ان يشمل تفكيرا في طرق العمل والابداع.
اولا: علينا ان نعلم جيدا ان الدم الذي سينزف على هذه الارض سيكون كثيرا جدا وبغزارة، مذبحة غزة البارحة هي جزء من سلسلة ولن تكون الاخيرة، بل ان ما سأتي سيكون أصعب بكثير (اسفة على هذه النظرة، انها ليست تشاؤمية بقدر ما هي واقعية!). ولذلك فان ردنا عليه ان يرتكز على التخطيط وليس فقط ان يكون رد فعل عشوائي وعاطفي. وعلينا استغلال الامكانيات المتوفرة لدينا. وهي فعلا سهلة المنال ولكننا بحاجة الى قناعة وارادة.
كل ما نحتاجه هو انترنت وجمهور انترنت. كلما كنا اكثر، كلما استطعنا ان ننتشر اكثر وان يصل صوتنا حتى للجمهور الذي لا يمتلك النت ولا يتحدث العربية.
اقتراحي كالتالي: بناء موقع انترنت جديد عن غزة تحت الحصار. لا يجب ان يكون كبيرا ويحمل مواضيع كثيرة، بل عليه ان يحمل رسائل قصيرة وواضحة من اجل نشر معاناة غزة. ليس فقط في وقت المجازر بل كل وقت. وعلى سبيل المثال يمكن ان يشمل زاوية فيها يكتب او يرسم اطفال العرب والمسلمين لاهل غزة. وفيه استطلاع يعبر عن رفض حصار غزة.
افكر في موقع سهل، بلا كثير من الكلام. بل رسائل معبّرة. تطوف العالم. وتحشد التأييد لرفع الحصار عن غزة.
هذا وقت العمل. فهل هناك من متطوع\ة؟






هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم ..
رأييت الليلة منام ..
اني بجانب احد المهجرين في الشتات .. واراد ان يمس يدي ويسلم علي ..قلت لا لا يجوز فنحن ممنوع علينا اللقاء وما شابه .. فلم ينطق ونظر الي نظرة لم افهمها .. وسألني هل سنعود يوما .. وسألته هل سيجمعنا الله مرة اخرى . .
قال نعم وابتسم ..اقسم بالله اني حسبت ان ما كان في الحلم واقعا فكل شيء لمسته في الحلم احسسته واقعا على جسدي ... ترى هل سيجمعنا الله مرة اخرى

شهرزاد يقول...

طبعا سنلتقي يوما على هذه الارض المباركة