28‏/11‏/2008

شباب انا ومن بعدي الطوفان


تحاصرني الذكريات اينما كنت. عهد مضى ولكن يبقى الألم أحيانا ليعصر القلب. وعندما تتقلب الحكايا أمام عينيّ فلا بد من دمعة في القلب.

شباب لا يقول: لا
قبل عدة سنوات قالت لي إمراة فلسطينية في نهاية الاربعينات من عمرها، "لماذا الشباب الفلسطيني متردد وخائف؟ كنت أظن انه مستعد للإقدام والمثابرة، ولكن للاسف تبين لي أن الشباب هنا سلبي معظم الوقت". كانت ليلى من الفلسطينيين العائدين الى مناطق السلطة الوطنية في منتصف التعسينات، وكنا نتحدث بالقرب من المركز الثقافي الفرنسي في مدينة نابلس. قالت ليلي أنها لم تر مدينة مثل نابلس لا يستطيع شبابها ان يكونوا هم أنفسهم وليس نسخة من أهليهم.
كنت وقتها في ال 23 من عمري، اخوض تجارب عدة، أصارع نفسي، حتى أجد لي مكانا وفضاءا يسع أحساسي. لم أكن متجمدة، لم أكن نسخة من أهلي الذين يخافون من "دخولي في السياسة " لان ذلك معناه عندهم "خروجي عن المجتمع".
وها انا قد خرجت عن المجتمع لدرجة اني أحس باني لا انتمي إليه، أشعر بأني معزولة عنه، لا أستطيع أن أعيشه كما أريد، ولا يستطيع ان يستوعبني. بت أراه أكثر من مجتمع، أكثر من وجه، كل وجه فيه هو تقليد أو إبداع أو لا شيئ.

سلوك
تشير أبحاث عن سلوكيات المجتمع في فلسطين أن الشباب في فترة التسعينات عاشوا حالة من التهميش وابعدوا عن صناعة الاحداث، وبالمقابل فانهم توجهوا الى النهضة بانفسهم كافراد وليس بالنهضة في مجتمعهم بشكل عام. كانت انتفاضة 1987 انتفاضة شباب ارادوا محاربة الاحتلال الاسرائيلي ولكن ايضا محاربة مفاهيم الطبقية والحمولة في مجتمعهم. فلما اجهضت الانتفاضة جنينا مشوها يسمونه "سلام اوسلو"، اجهضت معه احلام كثيرة بالاستقلال.

اذا كنت لا تعرف كيف تحمي من تحب، فكيف ستحب من تحمي؟ اذا كنت لا تستطيع ان تدافع عن حب فكيف ستدافع عن وطن؟ اما اذا كنت خائفا من اب فكيف تحلم بأن تبني مجتمعا اسلاميا الانتماء لله ولرسوله وليس للاب والحمولة؟

لا شيء يجعلنا غير قادرين على التصرف.. الا قرارا اتخذناه فحققناه، بينما تسيل دموع كثيرة في الطريق.

ليست هناك تعليقات: