20‏/11‏/2008

ماركس وفرعون وما بينهما

للاسف تحول الكثير من المسلمين الى ببغاوات. فان نعقت بوم في الغرب نعقوا لها، بلا تفكر ولا تدبر. وهذا يدل على مدى الانتكاسة النفسية والحضارية التي وصلها المسلمون اليوم والاحباط الذي قلب حياتهم وافكارهم. ولكن هذا لا يعفينا من قراءة الابحاث والنظريات العلمية وايجاد نقاط الالتقاء مع الاسلام وايضا الاختلاف معه.

اسير محرر وأمة في قيد
قصة تحدث في زنزانة بين اسير واسير. الاول يرى الاسلام نهجا وحياة والاخر يراه رجعية ويعيش عبثية لم تخلق له. وفي ذات الوقت يحتمي بحجاب امراة من اجل الحفاظ على نفسه. وكون الاسيران فلسطينيان، فان الاسير الماركسي يريد ان تكون زوجه محجبة للحفاظ على عرضه.
لست داعية ولكنى اظن ان الدعوة الى الاسلام يمكن ان تكون من عدة ابواب.. احدها ابراز كيفية تماشي الاسلام مع الفطرة وليس عكسها في كثير من القيم والسلوك. وليس عيبا ابراز نقاط التشابه مع الحضارات الاخرى لتوضيح ان الاسلام دين عالمي للبشرية اجمع ويتلائم مع طباعهم.

ماركس وفرعون وما بينهما
لا اتفق مع المتصورين ان علينا ان نهمل كتب لينين وماركس ونقول لا حاجة لنا بهم وبامثالهم. الاولى ان نقرا ونحلل هذه الكتب فما وجدنا من افكار تدعم فكر الاسلام اخذناها وبحثنا في نقاط الضعف وعززناها بالاسلام. فالاسلام برايي ليس مرحلة خارج التاريخ والمجتمع الانساني بل هو داخل هذا الاطار.مثلا: ماركس يتحدث عن الاستغلال الطبقي في مراحل الانتاج المختلفة.
والقران ايضا يكشف هذا الاستغلال.. أليست قصة فرعون مع بني اسرائيل واستضعافه لهم دليل على ذلك؟ الم تكن الامم السالفة تستضعف الناس، وكان فئة المترفين تحاول صد الناس عن دين الانبياء والرسل؟ ماركس يقول ان الاغنياء كانوا يستعملون رجال الدين من اجل ايهام الناس وتضليلهم ومن هذا المنطلق يجب انكار الذات الالهية واعتبارها بدعة او اختلاق من هذه الفئة حتى تسود. وهذا فعلا ما حدث، فالفئة المترفة او اصحاب البطش خلقوا الها اخر طلبوا من الناس عبادته، والله في كتابه العزيز يكشف انحرافهم عن الدين القويم.

مثلا: فرعون قال لاهل مصر انه الههم وبهر اعين الناس بالسحرة وخوفوهم بجنود هامان ومخابراته. فالاسلام في هذه النقطة لا يخالف هذه النظرة: نعم هناك بدع من الفئات المترفة، ولكن الحل الاسلامي ليس بانكار الذات الالهية بل بالعودة الى الله العزيز الحكيم الواحد في جميع المجتمعات البشرية. ولا ننسى في هذا السياق ان اوروبا عاشت قرونا مظلمة كان التحالف بين رجال الدين والاقطاعيين والملكيين من اجل استفاذ اموال الفقراء واذلالهم.

ومن الطبيعي ان من عاش هذه الفترة الطويلة من الزمن تحت القهر ولا يعرف بديلا مثل الاسلام، يهيئ له ان رجال الدين هم الله ولذلك يجب الغاؤهم. ماركس كان يقول يجب انكار الذات الالهية وان جماهير العمال يجب ان تسيطر على الانتاج ويريد ان يطبق المساواة من خلال تأميم الاموال والغاء الملكية الفردية.
وحاولت الشيوعية منذ الثورة البلشفية في بداية القرن ال 20 ان تلغي الملكية الفردية، ولكن الذي حصل ان البلاد سقطت في الفساد بمرور الوقت وفشل هذا المشروع.
واليوم يؤمن الكثيرون بالسوق الحر وبالفردية والراسمالية، بل ويتخيلون ان تحويل السوق الاقتصادي الى ساحة وغى ياكل القوي فيها الضعيف هو الحل الاقتصادي الامثل. وهذا الفكر طبعا لن يدوم. لانه من غير الممكن ان تستمر الدولة في انكار حقوق الضعفاء فيها وعدم حمايتهم من طمع الاغنياء واصحاب رؤوس المال.

الثورة التي لم تأت بعد.. ولكنها في الطريق
سياتي اليوم الذي سيثور فيه الضعفاء والمهاجرون في الدول الصناعية وغيرها على اسيادهم. وما هي الازمة الاقتصادية التي تشهدها امريكا اليوم الا بداية نهاية النظام الراسمالي.
اما الاسلام فهو وسط، وهو يحدد معايير الملكية العامة والملكية الفردية ولا يلغي احدهما على حساب الاخر.
وانت لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم.

تابعوا مقالة عمي ابو داهود على الرابط: