19‏/11‏/2008

اريد نيلا الآن


اريد النيل الآن. نيل يجرف احساسي. نيل تغرق فيه عيناي. لا اعرف ما الذي حدث لي ولكني اريد نيلا كاملا بلا نقصان حتى استطيع الاستمرار.

بدأ العد التنازلي..... الايام تركض وانا اريد انهاء هذا البحث. احتاج الى كل طاقة ممكنة من اجل عصر الافكار في ذهني.
لا احب الجمل المبهمة، ولا اريد افكارا ركيكة معادة.


قالت لي: هل يمكن ان تتنازلي عن فكرة؟
اجبتها: انا مستعدة لان اقاتل من اجل فكر سليم. اما الكلمات فاني مستعدة للتفاوض عليها.
قالت: اريد ان اكتب قصيدة.


في سيارة الاجرة التي قادتني الى جامعة تل ابيب، كان السائق اليهودي المتدين يتحدث عن انحطاط المجتمع اليهودي ويقارنه بالمجتمع العربي في عاداته وتقاليده. يريد ان يقول ان العرب محظوظون بالحفاظ على حدودهم بينما يتفشى الانحطاط والتسيب بين شباب وشابات اسرائيل بلا حياء. ويضيف بان حيا متدينا مثل بني براك يرفض ان يحادث شاب غير متدين فتاة متدينة وقد يتعرض للضرب من شباب الحي. وان نساءا متدينات يهوديات يعملن في مجال صناعة الحواسيب، دون اختلاط مع الرجال، وتحت رقابة رجال الدين.


تتسائل فتاة بريطانية حول امكانية قيام دولتين اسرائيل وفلسطين معا. وتجيب ذاتها: لا يمكن.. مستحيل... هذا البلد مجنون..

وفي قرية فلسطينية منسية حيث تحيطها المستوطنات من كل جهةا، تطالب عايشة بحرية المرأة: "لتخرج النساء الى العمل.. لتتحرك النساء بدون عيون المجتمع". عايشة تعيل اسرتها المكونة من عشرة انفار، تساهم في تعليم اخوتها واخواتها في الجامعة وتشعر بالغربة في مجتمع تضطهد فيه النساء النساء. عايشة لا تشعر بالرضى على تضحيتها من اجل اخواتها واخوتها وتقول: لا يوجد تقدير. عندما تساعدين شخصا ما فانه يكبر على حسابك. هو يتطور وانت تبقين في مكانك. وتشعرين بالاحباط.
وتضحك عايشة عندما تتكلم عن غيرة بقية الفتيات في الحي منها وهي تخرج للعمل. تشعر بالزهو. ولكن هذا لا يكفي، بينما هي تعبر الثلاثين من عمرها بلا زوج.

تصلني عشرات الايملات عن اعتقالات وضرب واعتداءات من امن السلطة لمن يعتبرونهم اعدائهم وهم اخوانهم. عشرات الصيحات تخرج من الافواه المكممة والخائفة من مصير مجهول. اما آن للقيد ان ينكسر!

اريد نيلا غزيرا يثبت معجزة رب السماء وقدرته على كل من تصور له نفسه انه اله لا يحاسب نفسه ولا يحاسب.