29‏/10‏/2008

هكذا يسود الاسلام: تجربة صندوق امانة انكوم في الولايات المتحدة


النجاح الاقتصادي الاسلامي هو الذي سيقود العالم الى الايمان بأن شريعة الاسلام قائمة على العدل. والعدل في اللغة هو وضع الشيئ في مكانه الصحيح. وفي الاقتصاد نحتاج الى العدل بين الاطراف التي تشارك في عملية الانتاج والربح.

صندوق اسلامي حلال في فرض وجوده واستقطاب غير المسلمين. وهو ايضا دعوة الى منهج الاسلام ليس فقط من خلال تحريم الربا بل ايضا رفض الاستثمار بكل مناحي الانحلال الاخلاقي. وهنا تكون القدوة الفعلية للاسلام. فليس الربح يبرر كل سلوك اقتصادي بل الاخلاق ايضا. نجاحات متراكمة من هذا النوع ستخلق فكرا اخر حول السوق الحر. فليس معناه الحرية في انتهاك الاخلاق بدعوى المنافسة والبقاء للاقوى، بل الحفاظ عليها من خلال الاستثمار العادل ويمكن ايضا الربح من هذا السلوك.


ما لفت انتباهي في هذه التجربة هو ان المسلمين قادوا هذه التجربة من اجل نقاء اموالهم من الربا والفواحش. وهذا ما على المسلمين ان يبادورا الى فعله في كل مكان في العالم. اولا بالايمان بان الشريعة الاسلامية حق ومكسب في الدنيا والاخرة ومن ثم العمل على تطبيقها من اليوم في كل اطار ممكن.

انها فرصة النظام الاقتصادي الاسلامي ليكون بديلا امنا.


صندوق إسلامي بأمريكا يتجه للقمة رغم الأزمة
للكاتبة افتكار البنداري

"الاسلام ونيكولاس كاسير قادا صندوق (أمانة إنكوم) للتعاملات المالية الإسلامية إلى حصد مكاسب تخطى بها كل منافسيه في السوق الاستثماري الأمريكي، وسبحا به بعيدا عن تلاطمات الأزمة المالية التي تعصف بالعالم منذ أسابيع".
بهذه العبارة، بدأت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية تقريرا لها نشرته هذا الأسبوع عن نجاح تجربة صندوق 'أمانة إنكوم' الاستثماري الإسلامي، وصندوق 'أمانة جروث' في إحراز أكبر كم من العوائد بأقل نسبة من المخاطر مقارنة بمنافسيهم على مدى السنوات الخمس الماضية.
واعتبرت الصحيفة أنه على هذا الأساس 'فإن مبادئ الشريعة الإسلامية تمهد الطريق أمام صندوق (أمانة إنكوم) إلى القمة'.

وبحسب ما نقلته عن وكالة 'مورنينج ستار'، المعنية برصد المعدلات المالية الأمريكية، فإن صندوق 'أمانة إنكوم' حقق معدل نمو سنويا بلغ 9.7%، وهو الأداء الأفضل في مقابل أداء الصناديق الاستثمارية الأمريكية الأخرى التي لا تتبع الشروط الإسلامية في الاستثمار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصندوق بهذا الأداء 'أثبت، وبشكل خاص في عام 2008 الذي شهد تضخم الأزمة المالية العالمية، أن القيود التي تفرضها الشريعة الإسلامية على أداء ومجالات الاستثمار أثبتت فائدتها وأفضليتها؛ حيث لا يضم الصندوق أيًّا من الشركات التي تتعامل بالمضاربات أو الفوائد، والتي منيت بضربات قاصمة، وصلت لحد إفلاس بعضها هذا العام'.

وتأسس صندوق 'أمانة إنكوم' في الولايات المتحدة عام 1986، بواسطة المؤسسة الإسلامية في أمريكا الشمالية؛ تلبية لرغبات المسلمين الأمريكيين الذين يريدون استثمار أموالهم وفقا للشريعة الإسلامية التي تمنع نظام الفائدة، وتحرم استثمار المال في تجارة الخنزير والكحول والإعلانات والإعلام والمواد الخليعة والتبغ.
ثم تأسس تبعا له صندوق 'أمانة جروث' في عام 1994، وكلاهما تديره شركة 'ستورنا كابيتال' بقيادة نيكولاس كاسير، ومقرها مدينة بيلنجهام بولاية واشنطن.
أقل نسبة مخاطر
كما سجل صندوق 'أمانة إنكوم' نسبة 0.95% بمقياس شارب حتى يوم 30 سبتمبر، مقارنة بـ 0.27% مقارنة بمنافسيه، وهو ما يعني أن الصندوق تحمل أقل نسبة مخاطر في عوائده الاستثمارية.
ونسبة شارب تستخدم لتقييم أداء المحافظ الاستثمارية، ومعرفة إن كان الربح ناتجا عن قرارات استثمارية جيدة أم نتيجة تحمل مخاطر استثمارية عالية، وكلما زادت نسبة شارب كلما دل هذا على أن الأداء كان جيدا بنسبة مخاطر متدينة.
وتبعا لهذه النتائج وصل عدد المستثمرين غير المسلمين في الصندوق إلى نحو نصف عدد المستثمرين البالغ 70 ألف شخص، بحسب تصريحات نقلتها 'واشنطن بوست' عن نيكولاس كاسير.
وبرر كاسير إقبال هذا العدد الكبير من غير المسلمين على الصندوق بقوله: 'إنهم يعتقدون بأفضلية القواعد الإسلامية التي نستثمر أموالهم على أساسها'.
وكاسير (62 عاما) يدير الآن الصندوقين من شركة 'ستورنا كابيتال' التي أسسها في 1989 في مدينة بيلنجهام بولاية واشنطن، وهو ليس المسلم الوحيد في مجلس إدارة الصندوق، الذي يعتمد -إضافة إلى مستشاريه في الولايات المتحدة- على استشارة منظمات مالية إسلامية في مملكة البحرين.



وكانت شركة 'ستورنا كابيتال' قد فازت بجائزة أفضل مدير صندوق في الولايات المتحدة لعام 2008 ضمن جوائز المحافظ الاستثمارية الإسلامية التي تقدمها شركة 'فيلكا' العالمية المتخصصة في مراقبة أداء الصناديق الاستثمارية التي تتبع قواعد الشريعة.
وفي العام السابق فاز صندوق 'أمانة إنكوم' بجائزة أفضل صندوق استثماري أمريكي، ضمن جوائز نفس المسابقة لعام 2007.
وأدت الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي منذ شهور بسبب الرهون العقارية وتراكم الفوائد على الشركات والأشخاص إلى إفلاس عدد من البنوك، أحدثها بنك 'واشنطن ميوتشوال' الذي يعد أحد أكبر مصارف التوفير والقروض في الولايات المتحدة
.


حول نجاح الخيار الاسلامي طالعوا ايضا: