15‏/10‏/2008

حان وقت المبادرة



الازمة المالية العالمية اثارت ولا تزال تثير الكثير من الغبار، بل الزوابع الاعلامية والانتقادات لامريكا التي قادت نفسها ومن تبعها الى شفير الهاوية. هناك من يقول: سقطت امريكا. وهناك من يقول: ستقف على قدميها من جديد. وهناك من يقف كالمتفرج.


كيف يطرح الحل؟

ما يهمني في هذا السياق النظر الى الخطاب الاسلامي في ظل هذه الازمة. الكثير من الخطباء والشيوخ يرون فيما حصل لأمريكا خسفا، كما خسف قارون الذي تبجح بماله. واخرون يضيفون ان هذا عقابا ربانيا على الربا، فهذه حرب من الله على من يستمسك بالربا، فيمحق الله الربا ويربي الصدقات. وهناك من اشار الى انه على المسلمين ان لا يربطوا انفسهم بالاقتصاد العالم، بل حان الوقت الى تطبيق اقتصاد اسلامي. وهنا يتوقف الكلام.


تعجبني المقدمات في الخطاب الاسلامي، فيها من العاطفية ما يدفع الى الاهتمام، ولكن ما ان نصل الى التطبيق، نجد التعميم بدون تقديم طرح عملي يفيد القارئ في حياته اليومية.

يرفع الكثيرون اليوم شعار "الاسلام هو الحل" ولكنه يبقى شعارا إذا لم تجتمع تحت لواءه كل المركبات التي تجعله واقعا وليس شعارا فقط. القارئ المسلم يحتاج اليوم اكثر من اي يوم اخر الى آلية تطبيق في حياته اليومية. ولا نحتاج الى سلة فيها كل شيئ، بل تجارب ننميها مع الوقت في كل المجالات.

عندما نقول اننا نريد دولة او خلافة اسلامية، نتناسى ان هذه الخلافة لا تسقط من السماء، بل تحتاج الى من يبنيها ونحن من يبنيها. ويتم البناء عندما ندمج شرع الله في تخصصاتنا الوضعية والحياتية.


عشرون خبيرا اقتصاديا اسلاميا فقط!!

في ظل الازمة، كان الطرح التوجه الى نظام الاقتصاد الاسلامي. قلت في نفسي: انها فرصة الاقتصاديين المسلمين حتى يضعوا خطة عالمية تعتمد على الشرع الاسلامي. وبحثت في الشبكة عن خبير اسلامي. وكانت خيبة الامل كبيرة، فلم اعثر على عناوين لخبراء اقتصاد اسلاميين. ومع البحث توصلت الى كلمة قدمها عثمان الحبشي عميد كلية الاقتصاد في ماليزيا على ان عدد هؤلاء الخبراء يصل الى 300 ومنهم 20 فقط مقبولون عالميا.

عشرون فقط من الخبراء المسلمين الذين يجمعون بين علم الشرع والاقتصاد والموثوق بهم عالميا. ولكن اين هم ليقدموا خططهم الاقتصادية في ظل هذه الازمة ولتكون هذه طريقا للدعوة الى الاسلام؟؟؟

وفي البحث اكتشفت دار المشورة التابعة لجامعة الازهر في مصر وفيها اجابات عن كثير من التساؤلات حول الاقتصاد الاسلامي.


لنأخذ المبادرة كل في تخصصه

نحن الان بحاجة الى خطة اقتصادية اسلامية عامة تصل الجميع وتقنعهم من خلال التركيز على المنفعة العامة والخاصة منها. ونحن ايضا بحاجة الى تفعيل الشرع ليصبح حاجة شخصية واجتماعية بل وعالمية، من خلال اعطاء الحلول العملية للازمات وليس الشعارات فقط . واحد السبل الى ذلك ان ياخذ المتعلمون والمثقفون من امتنا على عاتقهم تعلم الشرع الى جانب العلم الوضعي ودمجهما معا، من اجل اعطاء حلول اسلامية في كل التخصصات في قوالب يفهمها ابناء هذا العصر.

وسأبدأ من نفسي. انا اليوم ادرس في ادب الاطفال اضافة الى دراستي السابقة في السياسة والاعلام والتاريخ، وانوي تطوير ادواتي في الشريعة الاسلامية ان شاء الله، حتى تكون الشريعة المضمون، اما الاطار فيكون العلم الوضعي الذي احصل عليه ويتماشى مع مفاهيم العصر الحالي.
فيا حبذا لو قام غيري بذلك كل في تخصصه، من اجل ان يصبح الشرع منهاجا يوميا قائما بذاته وليس حبرا على ورق.


روابط المقالة:

http://www.voltairenet.org/article150257.html

http://www.darelmashora.com/Default.aspx?uc=ucFatawaTypes

هناك 3 تعليقات:

د. المطالع بن الكتاب يقول...

خطا لغوي في العنوان
يجب تحكيم اللغة بيننا

لا حاجة لتاكيد الاحرف لانجليزية عند نشر التعقيب بل هي تثير سخط المعقب

هدفها هو منع نشر اعلانات القمامة الالية و للتاكد ان المرسل هو انسان , ولكن نادرا جدا ما ترسل اليات القمامة الالية تعقيبات اليةالى المدونات

شهرزاد يقول...

شكرا فوضى عارمة

تعليقك اخذ بالحسبان

د. المطالع بن الكتاب يقول...

ارجو اضافة صورة رابط لمدونة زيتونتنا
شريكتك تعرف كيف