16‏/09‏/2008

مخلفات نوبة ابداعية


يفاجئني اخي محمد علينات بصراحته وعفويته الشابة في طرح قضايا الشباب ولذلك انقل لكم بعضا من مخلفاته الابداعية:

هذا أنا وهذا قدري
ما بين كلمتين اثنتين ابحث عن المعاني فاضيع انا. ليس من السهل اختيار الكلمات التي تصف المشاعر ، الاحاسيس والعواطف ، فهي – كما اعتقد- فوق كل كلام او وصف او تعبير، ولكني احاول البحث ولا ايأس بعد كل محاولة فاشلة. علمتني الحياة بان الغروب هو نهاية عهد وبدايه عهد جديد

انا لا اخجل من الاعتراف باني وخلال حياتي مررت بالكثير من التجارب العاطفية، وعلى الرغم من صغر سني، كنت كالقارب الشراعي ما بعد عاصفة هوجاء، مكسور الصارية، ممزق الشراع، فاقد الاتجاه ، مسلما امري الى من بيده مصير كل شي، ابحث عن شاطئ هادىء استجمع فيه قواي لاجدد محاولاتي عبور هذا البحر اللجي الواسع ، وكنت بعد كل محاولة ارمم قاربي واقويه لعلي استطيع الوصول الى الضفة الاخرى بسلام .ولعلك –ايها القارئ- تسأل نفسك ما الذي يدفعني ان اقوم بهذه المغامرات الجريئة الخطرة. الست اعيش على جزيرة مليئة بالخيرات؟ لربما كذلك، ولكن لولا وجود اشخاص مغامرين لما اكتشفت البشرية شيئا على المعمورة. فهذا انا وهذا قدري. انا راض به واتمنى ان يرض بي. احارب الامواج مجدفا بكل قوتي. اتحدى العواصف لاصل الى ما يثلج صدري ويعطيني الشعور بالاكتفاء الروحي.

منظومة الحياة
كثير ممن حولي يستغربون كيف استطعت تخطي الدوامات بسرعة وانا حتى لا اجيد السباحة ، لربما هذا اكبر الاسرار في حياتي ، ولكني رغم صغر سني ، قد نجحت في تطوير منظومة دفاعية عالية الكفاءة ، سميتها منظومة ما قبل الزوال.
هذه المنظومة لا تساعدني على تخطي المصاعب فحسب، وانما تساعدني في استخلاص العبر، وتحليل الوقائع، وهذه الامور هي الاساس في تدعيم سفينتي وترميمها .

ما الحياة لولا المغامرة؟
نظرية الكأس الفارغة اطلقها على قصة سمعتها منذ نعومة اظفاري. الكأس النصف مملوءة بالماء، الكولا أو العصير لا يهم، المهم ما بين السطور.
اذا سمح لي ان اشبه تجاربي بهذه الكأس السحرية ، فأنا ممن ينظرون الى القسم المملوء وليس الفارغ ، وهذا هو سر عمل المنظومة المزعومة وهو الاستفادة من التجربة واعتبارها نقطة تحول ايجابية في حياة الانسان، بالرغم مما يرافق ذلك من آلام وأوجاع، فعملية الولادة هي من اصعب التجارب التي تمر بها المرأة في حياتها نظراً للآلام التي تتعرض لها، ولكنها بمجرد رؤية طفلها ترسم ابتسامة عذبة على شفتيها متناسية ما مرت به منذ لحظات. فلو ان لكل انسان القدرة على ان ينظر للامور بنفس المنظار لكانت حياة البشرية اسهل واجمل بكثير .انا ادرك بانه من الصعب على الانسان أن يؤمن بالشيء ملموس ، فكيف بالامور الغير ملموسة.

بين المحسوس والملموس والمفهوم: لنعرف قبل أن نقع في الحفر
ولكن لا بد للانسان العاقل ان يدرك بان ما تراه العين هو اقل بكثير مما لا تستطيع رؤيته ، وما يستطيع العقل ادراكه هو اقل بكثير مما لا يستطيع ان يدركه ، ولذلك هنالك عامل غير مرئي على الانسان عدم تجاهله ، فالذي يتجاهله يكون كالغبي الذي رأى في طريقه حفرة ولم يكلف نفسه جهداً لتفاديها ، فأغمض عينيه مقنعا نفسه بأن كل شيء لا يراه هو غير موجود ، والنهاية معروفة ، لا تضحك ! يا عزيزي فشر البلية ما يضحك ، لربما سقطنا انا وانت قبله في هذه الحفرة .

هناك تعليقان (2):

فتاة مسلمة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخية على هذة المخلفة المنقولة اعجبني اسلوب كاتبها
جزاك الله الخير ورزقني واياك حسن الخاتمة

احمد يقول...

والله طلعت رهيب يا محمد