18‏/09‏/2008

أصفاد في صفد


قال لي ابي ونحن في مشفى عام في صفد: "هذه مدينة الزيتون والعنب"، فأصبحت أرى فيها كروم العنب والزيتون.
صفد في ايامنا هذه أجمل ما تكون. طبيعة خلابة، أشجار صفراء وخضراء ومنظر يطل على بحيرة طبريا يسحر الألباب. صفد اليوم مدينة يسكنها اليهود المتدنيون والمهاجرون الروس والاثيوبيون. فسيفساء من التناقضات في الاعراق والألوان. تبدو مدينة فقيرة، فيها عدة حارات مكتظة نسبيا للتجمعات الزراعية (الكيبوتيسات) حولها. والبقايا العربية فيها مهمشة على الاطلاق. ففي مركز المدينة أو ما تبقى من البلدة القديمة تجد احجارا لبيوت عربية دمرت. وهناك مبنى السرايا الذي تحول الى مركز للقيادة الدينية اليهودية.
سألت يهوديا متدينا، وكنا في الباص، كان امامي يحمد الله بالعربية ويقول: "لا اله الا الله" وانا اجيب "محمد رسول الله". كان عجوزا متكأ على عكازه الطبي ويبدو عليه أنه من أصول مغربية. سالته عن أخبار انتخابات بلدية صفد. وكانت صور المرشحين من الليكود والمتدينين في كل مكان. أجاب ملوحا بيده: "هذا لا يعنيني"، ونظر بقرف إلى الروسيات الطاعنات في السن اللواتي لم يتخلين عن لغتهن في أرض اللبن والعسل. وكان روسي طاعن في السن يدعو إحداهن للجلوس إلى جانبه. وقال اليهودي المغربي بالعربية ساخرا: " قيس وليلى!!".

في وادي العامود، الذي يمتد عشرات الكيلومترات ليصل الى بحيرة طبريا، وهو يحاذي صفد، بقيت قرية فلسطينية ، اسمها عكبرة. قرية صغيرة وسط زحمة الطبيعة وعلى تلة في واد سحيق. قرية صمدت حرب التهجير في عام 1948. ويمكن سماع صوت آذان مسجدها من صفد.
جميل أن تصمد في وجه الطبيعة!
يتبع....








هناك تعليق واحد:

Omar Talk يقول...

اعتقد ان هذه التدوينات .. هي التي يبحث عنها القارئ .. سواء كان ذلك في عرب 48 او غيرهم !

بارك الله فيك

http://omartalk.com/omar/