11‏/09‏/2008

إسلام يوم الاحد والخشوع في الصلاة


لماذا نعاني من عدم الخشوع في الصلاة؟ سؤال يطرحه كل من يصلي لله تعالى خمسا في اليوم والليلة. وسؤال يطرحه أيضا من لا يصلي اليوم وكانت له تجارب غير خاشعة في الصلاة، فبدلا من يحاول ان يتعامل مع أسباب عدم الخشوع ترك الصلاة. وهذه خسارة فادحة.

سأحاول الإجابة على السؤال ولكن ليس من وجهة نظر فقهية صرفة، بل سأحاول ربط الصلاة بالحياة اليومية التي نعيشها. حيث الكثيرون يعتبرون الصلاة محطة في يومهم أو ليلهم، ويطلبون في هذه المحطة الخشوع التام والدمع الغزير وهم يدعون الله تعالى. وعلى خلافهم أعتقد أن الصلاة ليست إنقطاعا عن حياتنا اليومية، وليست محطة، بل هي استمرار لما يجري في يومنا من الاعمال. فإذا كنا لا نشعر بمراقبة الله لنا في بقية يومنا فكيف سنشعر به في صلاتنا؟ واذا كنا لا نحمد الله في أعمالنا، ولا نحمد على صحتنا وعافيتنا وعلى الانفاس والدماء في عروقنا والتي تجري كل لحظة حتى نعيش، فكيف سنستشعر الحمد في سورة الفاتحة؟ واذا كنا لا نتوكل على الله حقا في أمورنا المصيرية، ونرى في مهاراتنا وعلمنا أدوات للسيطرة على قدرنا، فكيف فعلا سنخشع عندما نقول "إياك نعبد وإياك نستعين"؟

ولا أقول ان الجميع يريد أن يفصل الصلاة عن حياته وقراراته اليومية، ولا أقول ان هذا الامر متعمد، بل هو في أحيان كثيرة يكون بغير وعي منّا. فنحن فعلا نؤمن بأن لله ما في السماوات والأرض وهو المسيطر وهو القادر على كل شيئ. ولكن السؤال في كيفية اندماج هذا الايمان في تصرفاتنا. وهنا عدم الخشوع في الصلاة ما هو إلا إشارة إلى حدوث شرخ بين الاعتقاد والعمل.

أعاني شخصيا من عدم الخشوع في الصلاة في أحيان كثيرة، واحاول جاهدة طرد وساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وقت الصلاة، وما هي إلا لحظات حتى تعود حالة عدم الخشوع، فأبقى أجاهد نفسي حتى نهاية الصلاة.

حاليا أعمل على ربط الصلاة بمحيطها اليومي، فلن تكون صلاتي كصلاة يوم الاحد عند المسيحيين، صلاة ليوم واحد بغير ارتباط مع الحياة اليومية، ولا أريد لإسلامي أن يتحول إلى إسلام يوم الأحد. وبحمد الله وصلت إلى طريقة تمكنني من الخشوع، وهي الصلاة في جماعة.

إن الصلاة في جماعة تثير الهمم وتمكّن من التفكر في آيات القرآن وفي الدعاء عند الركوع والسجود، غير ثوابها المضاعف ب 27 درجة عن الصلاة العادية. واذا كانت الصلاة في مسجد فإن الخشوع يزيد والأجر يتضاعف، حتى وإن كانت هنك بعض الضجة. فالضجة الداخلية تقل مقارنة مع الاصوات الخارجية، وهذه بركة الخشوع في جماعة.

ليست هناك تعليقات: