05‏/09‏/2008

إلى من لا يعرفني ويحكم عليّ


إلى من لا يعرفني ويحكم عليّ
هناك من يتصور أن حياتنا في فلسطين بسيطة إلى حد كبير، إلى درجة أن نكون في قوالب: هذا شمالي وهذا جنوبي، هذا شرقي وهذا غربي. هذا وطني، هذا محتل وهذا عميل.. هذا منا وهذا علينا. نحن أولا في صراع مع انفسنا وصراعنا مع الآخر هو جزء من هذا الصراع. التصور البسيط للأمور لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة. ولا يمكن أن يكون واعيا كافيا من أجل الحكم على الغير.


لمن لا يعرفني، أقول:


- أنا مسلمة أولا وآخرا، وليست المذاهب الإسلامية إلا طرقا من اجل فهم الإسلام من أجل العيش به وإليه. فإذا كان التعصب لهذه الطرق أهم من التمسك بجوهر الإسلام.. فلا معنى لها.


- أنا فلسطينية عربية حرة، لا أجامل أحدا. ولا أداهن أحدا. ولست في وضع للدفاع عن نفسي وإثباتي لولائي لقضيتي.


- أعيش في مجتمع غربي إسرائيلي، لا يعترف بوجودي ويعتبرني عدوا له. ويحاول بشتى الوسائل تهجيري من أرضي. أرى صمودي في العلم والعمل في هذه البلاد المقدسة.


- علاقتي مع الآخر الذي يحاول إلغائي علاقة مركبة جدا وواقعية أيضا، لا معنى لوجود الشعارات فيها. فأنا أدرس في جامعة عبرية صهيونية، أدرس علوم السياسة والمجتمع، واتعرف من خلال دراستي على أفكار هذا الآخر، وأجادله فيها واطور أدوات علمية من أجل التعامل مع افكاره ودعايته. وأنا أيضا اعمل في جمعية حقوقية غير حكومية من أجل الدفاع عن حقوق فئة مهمشة ومظلومة من أبناء شعبي، ومن اجل ان يتحمل الإحتلال مسئوليته.


- أنا ايضا إمراة ترى العالم من زاويتها وتحاول أن تفهم الطرف الآخر، وهو الرجل والمرأة في ذات الوقت.


أنا ايضا أشياء كثيرة مع ملامح واضحة وأيضا بلا ملامح. هويتي لا تنتهي عند مسميات سياسية واجتماعية كالتي ذكرتها سابقا، إنما تبدأ من هناك ومن ثم تتحول إلى هجين من الأفكار والمشاعر والثقافات.


والإنسان في نهاية المطاف هو كائن سياسي من الدرجة الأولى، تعايشه أو رفضه للواقع الذي يعيش به مركب ولس شعارا على حائط. فالنحاول ان تكون نظرتنا إلى الحياة أكثر تعقيدا وأكثر واقعية ولنسأل الف سؤال قبل أن نجيب.

ليست هناك تعليقات: