06‏/09‏/2008

العودة إلى الفطرة

العودة الى الفطرة
العودة إلى الفطرة هي إحدى القوى التي تتمتع بها عقيدة الإسلام. تاريخ البشرية حافل بالصراعات بين الفطرة التي جبل الإنسان عليها وما بين المكتسب من الافكار والتقاليد والتحليلات التي بنيت عليها المجتمعات، والتي تنقلها من جيل إلى آخر دون أن تفحص مدى قربها أو بعدها عن الفطرة.

ويعيش عالمنا اليوم حالات من الكبت والقهر بسبب الظلم الذي يقع فيه، ليس فقط في المناطق التي يسكنها المسلمون بل أيضا في بلاد ما يسمون انفسهم بالعالم الأول، أي الدول الصناعية الكبيرة. وبطبيعة الحال هذا الظلم مناف لفطرة الإنسان التي تسعى إلى العدل وترتاح إليه. فتطبيق "العدل" بالمفهوم الامريكي والأوروبي يقوم على فرض الهيمنة على الدول المستضعفة، ومن خلال قنص مواردها المادية والروحية. وهذا يؤثر ليس فقط على الشعوب المستضعفة بل أيضا على المجتمعات المحتلة، حيث تسود التفرقة والعنصرية والاستغلال داخل هذه المجتمعات.

والمثلية الجنسية هي إحدى آخر الموضات التي تنتشر في تلك المجتمعات، فهي ليست اندفاعا جنسيا نحو نفس الجنس، بقدر ما هي تعبير عن رفض منظومة المجتمع وتعبيرا عن الكبت. والمثلية أيضا في المجتمعات المستضعفة تعبر عن الاحتجاج على ضعف تلك المجتمعات، وتقليدا لثقافة القوي الذي يبيحها بدعوى حرية الفرد.

وعندما يرفض الإسلام المثلية الجنسية ويعتبرها خروجا عن الفطرة التي تبنى على علاقة بين الرجل والمرأة، فهو أيضا يرفض الظلم ويفرض العدل بين الناس، وليس فقط بين المسلمين أنفسهم، وهذا من أجل اجتثاث مصادر الكبت في المجتمع الإنساني.

قوة الإسلام تكمن في دعوة الناس الى التصرف حسب فطرتهم. وفطرتهم تؤمن بل وعاهدت الله في عالم الذر، على الإيمان بالله الواحد لا شريك له، والاستجابة لدعوات انبياءه، وآخرهم محمد صلى الله عليه سلم.




ليست هناك تعليقات: