02‏/09‏/2008

.
الحجاب طريق للتحرر: قرب من الله وحرية من قيود العباد

ليس مثل الحجاب تحرر وحماية للمرأة العصرية في مجتمع الرجال. وهو حماية للرجل من سيطرة الغريزة عليه. حينما تكونين مع الحجاب وتصلين صلاتك في وقتها أينما رحلت وكنت، تعرفين كيف يحمي الحجاب عبادتك. والحجاب جميل لمن يحب الجمال، في الظاهر عفة وفي الباطن قلب يسعى إلى الخشوع. يكفيك جمالا أن تخرجي متوضئة وان تحافظي على وضوءك كل النهار، فلا أقنعة من المكياج تسقط لتظهر إخفاقات القلب في الحصول على السكينة. والحجاب ليس شكلا فقط بل مضمون، لا تتوقعي أن تصلي الى مراتب الخشوع والسكينة العالية بلا عبادة ولا عمل. ولا تتوقعي حل مشاكلك فقط بلبس الحجاب، فهو بداية العودة إلى الله. الحجاب طريق فيها أشواك. أحيانا يمكن أن تقعي في مطبات الجاهلية الأولى مثل الاستمرار في العادات التي كانت "طبيعية" يومها. مثل استعمال العطور والمكياج ولباس الضيق والقصير من الثياب، أو محادثة الشبان "محادثة أخوية" أو صداقة، أو الخروج الى اماكن اللهو التي ليس فيها احترام للاحتشام وغيرها. هذه كلها عادات يمكن التخلص منها تدريجيا. فلا عليك إن عدت إليها.. المهم أن تحاسبي نفسك وأن تنهضي. فالخطأ ضعف إنساني وهو وارد دائما. ولكن سرعة المحاسبة والتوبة تمحو السيئات، فكلما خطرت في بالك عادة أو موقف من الماضي استغفري لذنبك وقولي لنفسك: "لن أعود إليك فانا مسلمة جديدة". واعلمي انك بعد كل توبة تولدين من جديد.

هكذا تكون الولادة من جديد
وتساعدك الأمور التالية على تقوية العزيمة لوضع الحجاب والولادة من جديد:
أولا: العلم بالإسلام من خلال الكتب والمحاضرات والأشرطة وهي متنوعة، وابدئي بالمواضيع التي تهمك والقريبة إلى قلبك وعقلك.
ثانيا: الصحبة الصالحة هي أيضا خير معين على المثابرة والثبات، لتكوني دائما مع أخوات لك لتشجيعك.
ثالثا: لا تخافي عندما توسوس لك نفسك بالعودة عن الحجاب، فهذا أمر طبيعي وتوقعيه منها وتوقعيه من عملاء الشيطان من البشر، حيث يمكن أن يكونوا أقرب الناس إليك، مثل أهلك أو صديقك أو زميلك في العمل والدراسة، أو صديقاتك اللواتي تعودن ان يذهبن معك لشراء الملابس على الموضة. ولا مشكلة من حيث المبدأ أن تلبسي ملابس الموضة هذه في بيتك وأمام من يحل له أن يراك متزينة، فأنت لم تخلقي لتكوني عارضة أزياء بل لهدف أسمى فأنت حاملة لرسالة الإسلام.
وعندما تأتي هذه الوساوس وخاصة في الأشهر الأولى، سارعي للحديث عنها لمن تثقين في إسلامها أو كتابتها. وحاولي قدر المستطاع التخلص منها عن طريق معاكستها. مثلا: عندما تقول لك نفسك أو صديقة متبرجة: لا مشكلة بلبس الضيق من الثياب ووضع المنديل بصورة جميلة يمكن معها ابراز الرقبة والصدر. يبدو هذا معقولا... حيث أنه من غير المعقول أن تخنقي شبابك وجمالك بالحجاب. تمهلي لحظة واسألي نفسك: لماذا الحجاب؟ أليس تواضعا لله، أليس من أجل الصلاة في وقتها؟ ومن أجل عدم لفت انتباه الرجال والنساء؟ أليس طاعة لله؟ أليس الحجاب جمالا في حد ذاته ولا يحتاج إلى تجميل؟ نعم. قولي لنفسك. وارتدي حجابا فضفاضا أنيقا ليس فيه بريق أو عطر. انظري الآن الى نفسك في المرآة وستجدين انك أجمل امرأة.
رابعا: الصلاة في وقتها وعدم تأجيلها. حان الوقت وأنت في حجابك بالتمتع في الصلاة في كل مكان طاهر على الأرض، فكل الأرض مسجد لك.
خامسا: قراءة القرآن والتفكر فيه. يعني ممكن ألا تصلي الخشوع من المحاولات الأولى، حاولي جاهدة وستبلغين جنة الدنيا بإذن الله.
سادسا: ترك المعاصي والاستغفار للذنوب الماضية. وذكر الموت والقبر والآخرة من أجل تطهير القلب وتحريره من قسوته.
سابعا: التفكير دائما في معنى حجابك وربطه بعبوديتك لله، حجابك ليس شعارا بل مضمونا. فكري في معنى الجمال والحرية والأنوثة واربطيهم بالحجاب، وخاصة انك منكشفة على ثقافة تقدس التعري وتعتبره تحررا وجمالا.

ليست هناك تعليقات: