قررت أن أقرأ الادب العربي لعلني استطيع أن افهم الازمات التي يمر بها المواطن العربي وما يهمني أكثر خلال فترات تاريخية ماضية. أرى في الادب أحيانا مرآة للشعوب والمجتمعات، وإذا بي أرى أدبا منحازا الى ذاته والى ايديولوجيات من كتبوه وسوقوه وباعوه!!
مثلا: ثلاثية غرناطة، للكاتبة رضوى عاشور التي انهت كتابتها في القاهرة في 1995، والتي قرأتها مؤخرا. الرواية التي من المفترض انها تحكي قصة مائة عام من سقوط الاندلس، فيها الابداع اللغوي والوصفي وفيها رسم دقيق ومتنوع للشخصيات الرجولية والنسوية. ولكن لا يجب لهذا القالب المعد بدقة ان يعمى ابصار القارئ (وربما استطاع) حول مسالة الالحاد والشك بالله والتي تطفح بها الرواية. فاربع شخصيات مركزية (أبو جعفر، أم جعفر، سليمة، مريمه) تكفر بالله قبل موتها، وافكارها تجتر افكارا لدى من ارتدوا عن دينهم في اوروبا ومنها: ان الله لم يدافع عن مصاحفه التي احرقت فهو غير موجود، الله قد نسي عباده، هل هناك جحيم او جنة اصلا؟ لقد فقدت ايماني فليس من المعقول ان يكون الله عادلا ويرضى الموت والدمار لعباده... كلها افكار تدعو وبصراحة الى التخلي عن الدين. وفعلا فان هؤلاء الابطال وعلى اختلاف شخصياتهم خرجوا من الدنيا وهم يكفرون بالله الذي لم ينقذهم وقت حاجتهم اليه.
اما الشخصية الخامسة فهي عمر الشاطبي الفقيه الذي بقي على ايمانه بالله وسط الظروف الصعبة معتبرا اياها ابتلاءا، وكأن الكاتبة لم ترد لمثل هذا الايمان ان يكون خالصا، فعزته الى كونه قائدا يريد ان يظهر القوة امام رعيته، ولربما في الخفاء كان يتشكك من ايمانه.
لا اعرف طامة كبرى اكثر من هذا التشكيك، في رواية يعتبرها المفكرون من اروع الروايات، تباهي ثلاثية نجيب محفوظ وغيره، رواية تحكي قصة ومرارة الاحتلال ومحاكم التفتيش وغيرها من المظالم التي وقع فيها المسلمون بعد سقوط الاندلس. وان كان هذا الرسم للوقائع موفقا، الا انه لا يمح بحال الخيبة الكبيرة التي تطويها الرواية والتي تدعو الى الكفر بالله، وتحميله المسؤولية عن انقاذ عباده، بدلا من ان يتحمل العباد مسؤولية أمرهم. أليس المسلمون قبل 500 عام كما هم اليوم قد تناسوا دينهم؟ وجعلوه وراء ظهورهم؟
اين مسؤوليتنا عندما نسقط وتدوسنا الامم؟
اليست مثل هذه الروايات تنخر كالسوس في عضد الامة لتعيدها الى ظلمات الجاهيلية والكفر؟
فعلا لا اعرف ان كنت ساستمر في قراءة هذه الخزعبلات....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق