19‏/07‏/2009

اخرسي!


اين انت؟ اين تظنين انك تعيشين؟ لا بد انك في فقاعتك تعيشين فترة طويلة.. تغزلين الافكار وتحاولين التغلب على الخوف. وخارج الفقاعة ماذا تجدين؟

انك تجدين عالما مليئا بالخوف والاسقاطات. فماذا تقولين لمن يخافون من ظلالهم؟ ماذا تقولين لمن يريدون ان يقبلوا ايدي جلاديهم حتى يحتفظوا ببعض من رزق او جاه؟ وماذا عساك تقولين لاعز الناس على قلبك وهو يلوك الماضي والحاضر والمستقبل في قصة الخيانة؟

ماذا تقولين لهم؟ وماذا تقولين الان لذاتك؟

تخرجين من الفقاعة وتنظرين حولك، في قريتك وبين اهلك، وغربة كالحة اللون والطعم تجتاح حواسك. غربة ثقيلة مثل تابوت ميت لا يعرف من حوله اين مصيره. ولكنه هو بذاته وقد عرف لا يستطيع ان يسمع صوته.
نعم صوتك غير مسموع ولو نطقت بكل كلمات الدنيا، بكل الكلمات التي تريد ان تسمعها امك منك وانت لا تقولينها وبكل الكلمات التي لا معنى لها. صوتك غير مسموع وهو يخنقك، هكذا لم يعد لك مكان في هذه الدنيا.

لك اخت تتحدث عن الجن والسحر والشعوذة وكانها تعيش في عالم يحتاج الى ساحر لينقذه. ولك اخت اخرى تعيش في ماديات الحياة وتخاف لدرجة امنها تخاف من نفسها. واخت اخرى تغوص في ذاتها فلا دخول ولا خروج. واخرى تعيش من اجل غيرها. واخرى تحاول ان تستر المها بالفرح. واخرى واخرى.

اخواتك النساء يعشن في ضائقة وانت اولهن. ضائقة. مثل قبر يضيق فلا يتسع. وانت نفسك تظنين ان فقاعتك تحميك من كل هذا الخوف الذي يحيط بك. تظنين انك محمية من كل هذا الظلام والانكار للمصير المحتوم.

تقول لك احداهن لا تتحدثي في السياسة. نحن نعلم اننا مثل قطيع نذهب الى مسلخنا، لكن لا تقولي اي شيئ. اخرسي او اصمتي. فلا معنى لكل ما تقولينه. لا تبحثي ولا تنكشي ولا تعبثي. فقط اصمتي.

رجاءا، ساستلم للصمت وقتا عساني ألملم جروحي.

ليست هناك تعليقات: