05‏/03‏/2009

اربع صدمات في الاقصى

لا بد ستسطع شمس الحرية فيك يا قدس وعلى الله الاتكال

ما الذي يحدث وأين وصل بنا الحال؟
أقصانا يئن تحت وطئ الاحتلال
وكيف أمتنا تسكت على هذا الضلال؟
يدنسون اقصانا بلا حياء ولا خجل
فلا حياة في أمة لا تنجب الرجال..

بلا حشمة
أربع صدمات كانت كفيلة بالقضاء على يومي. احساس فظيع بعدم القدرة على فعل شيء، ولا حتى التقاط صورة لتنشر ما يدور بين اسوار المسجد الاقصى المبارك. اذا كان يهمكم ان تعرفوا ما الذ يحدث وكيف يضيع أقصانا تعالوا الى باحاته وانظروا بين قبابه ومساطبه.
الصدمة الاولى كانت في افواج السائحات والسواح الاجانب الذين يتنزهون في جنبات الاقصى الطاهرة بلا ادنى احترام، فالسائحات كاسيات عاريات، كل واحدة تتأبط ذراع رفيقها بلا ادنى شعور، وكانهم يسيرون في منتزة او على شاطئ بحر. يصورون كل ما يحيط بهم، يسرقون الصور بلا معرفة بتاريخ او مكانة هذا المكان القدير.

وكان في الماضي غير البعيد على السائحات ارتداء الملابس التى تغطي عوراتهن من اجل دخول المسجد، اما اليوم فلا رقيب عليهن يرتدين ما يشئن بلا تحفظ. وكيف لا تفعل السائحات ذلك؟ بينما بنات المسلمين يدخلن المسجد متبرجات؟

ولا يحترم اطفال المسلمين باحات المسجد التي صلى فيها الانبياء وتصلي فيها الملائكة؟ فيلعبون كرة القدم ويتراكضون فيه وكأنهم في ملعب لا في مسجد؟ وكيف يخترم الاغراب مسجدا، يتحول أيام الجمع الى متسكع للشباب الحيارى والفتيات العذارى؟ ووكرا للمتسولين والمتسولات الذين لا يحترمون مسجدهم، ولو دعوا الله من قلب صادق لأعطاهم. وفيهم إمراة تجلس في انحناء وتذلل للمارة تطلب مساعدتهم في صوت فيه الكثير من التذلل المثير للاشمئزاز. وغير مرة قيل لها: "حرام ان تتسولي في المسجد. قومي للصلاة افضل لك". ولكنها تصر على المعصية وتراها في نفس المكان كل جمعة وكانها اخدت على نفسها عهدا بان تعصي الله في مسجده.

شرطة الاحتلال الاسرائيلية "تتعرف" على المسجد
واما الصدمة الثانية فكانت في الجزء الجنوبي من المسجد الاقصى الذي يتميز بقبته السوداء، وكنا قد صلينا ركعتي تحية المسجد، وكانت الساعة الواحدة ظهرا، ورأينا عجبا، مجموعة كبيرة من شرطة الاحتلال تدخل المسجد، واعتقد انهم دخلوه في احذيتهم، يرافقهم احد حراس المسجد الاقصى، يسيرون في المسجد ويصورون المكان، كانت بينهم شرطيات، وقفوا امام منبر صلاح الدين الايوبي، وكان من بينهم ايضا رجال شرطة متدينون.
وكان هذا مشهدا يثير الغضب، رجال المسجد المسلمين نظروا الى جيش المقتحمين الذين دخلوا المسجد وبكل وقاحة. كل المسلمين نظروا، وفي اعين البعض منهم فرت دمعات. وكنت اشعر في تلك اللحظات بالقهر وعدم القدرة على فعل شيئ. بحثت عن كاميرا ولم تكن لدّي. بدأت بقراءة سورة التوبة وحزني شديد:
"براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتهم من المشركين. فسيحوا في الارض اربعة اشهر، واعلموا انكم غير معجزي الله وان الله مخزي الكافرين. واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريئ من المشركين ورسوله، فان تبتم فهو خير لكم وان توليتم فاعلموا انكم غير معجزي الله، وبشّر الكافرين بعذاب اليم". (التوبة، آيات 1-3)
وتكشف سورة التوبة علاقة المسلمين بالكافرين والمنافقين، وكانت سببا في ارتياح نفسي تسلل الى نفسي في قوله تعالى: "الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده، ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم" (التوبة، آية 104).

جماعات يهودية تحلم ب"الهيكل" وشبابنا يلعبون
وكانت نفسي قد ارتاحت ونحن نغادر المسجد باتجاه باب القطانين، ولكن شاء الله ان تكون صدمتي الثالثة في ان ارى
جماعات من شباب يهود متدينين يجولون في باحات المسجد تحت حراسة شرطة الاحتلال، يلتقطون الصور بينما يتحدث مرشدهم عن حقهم في "جبل الهيكل" وهو المسجد الاقصى المبارك، كانت على وجوهم اثار الفرحة بدخول باحات المسجد، وكانوا منفعلين، ولا عجب في ذلك وهم يربون على واجب "بناء هيكلهم المزعوم". كانت هذه الافكار تدخل رؤوسهم منذ نعومة اظفارهم، وما دخلوا باحات المسجد الا ليثبتوا لانفسهم قدرتهم على اقامة صلاتهم فيه.

ولم افق من هذه الصدمة الا لأجد صدمة تلحقها، فبعد خروج المجموعة اليهودية التي دنّست تراب باحات المسجد، لأجد مجموعة من شباب وشابات المسلمين ولا بد انهم من احدى المدارس الثانوية يدخلون المسجد ويتضاحكون وكانت الفتيات بلا لباس محتشم وبالكاد غطين رؤوسهن. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

الكابوس والحقيقة
في ليلة من ليالي الشتاء، استفاقت ميساء وكانت خائفة مضطربة، وكانت ليلتها قد شهدت كابوسا مفزعا، قالت وهي في قلق شديد: "حلمت باننا نطرد من الاقصى. كان اليهود قد دخلوه بينما المسلمون يطردون منه، وكنت احاول مناقشه محاضر يهودي في جامعتي واقول له: كيف تفعلون ذلك؟ كنت اصرخ وهو لا يجيب".

- ربما يا ميساء سيتحقق حلمك. فالاقصى يضيع ونحن نيام. ربما سندخل الاقصى خلال ساعات محددة، وسيدخله اليهود والسائحون في ساعات اخرى. ربما ستجدين نفسك يوما محرومة من صلاة الفجر والعشاء، كما يحدث في المسجد الابراهيمي في الخليل، حيث يخضع المسلمون الى تفتيش امني مشدد عند دخول المسجد، هذا غير ان المسجد مقسّم الى قسمين: احدهما للمسلمين والاخر للمتطرفين اليهود.

لم يبق لنا سوى الرباط
الحزن يطفو مثل بقع زيت في بركة ماء. ولا يبقى لنا سوى الدعاء للاقصى والاعتكاف والرباط فيه حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

" احساس فضيع " - فظيع
"مسطبة" - و الصحيح "مصطبة"

"المسجد الجنوبي ذي القبة السوداء" - هاظا اسمو الاقصى

" شرطة اسرائيل" - شرطة الاحتلال
"حراسة الشرطة الاسرائيلية" - الاحتلال

وين الصور؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!!؟!؟

غير معرف يقول...

المسجد الجنوبي ذي القبة السوداء" - هاظا اسمو الاقصى
...................
هذا اسمو المسجد او الجامع القبلي والذي هو جزء من المسجد الاقصى الذي يمثل 144 دونم