09‏/12‏/2008

الويل للمتفرجين وتجار المواقف!






لا شيء يشبه الحقيقة. كل ما اتمناه ان اقترب من الحقيقة اكثر فاكثر. ولكنها تحرق مثل الشمس في صيف حار.
في احد الايام وجدت شهرزاد نفسها في معركة لم تكن لها في حسبان. فالملك شهريار كان يذبح النساء بعد ان يكن زوجاته لليلة واحدة فقط. شهريار كان يريد ان يطفئ نارا من حقد وحزن تشتعل في داخله بعد خيانة زوجته له.
وتلاحظ فاطمة المرنيسي في مقدمة كتابها "شهرزاد تسافر الى الغرب" ان المعرفة هي التي انقذت شهرزاد من الموت. ولولا مطالعتها لتاريخ الملوك واخبارهم لما استطاعت ان تنسج قصصا خيالية جذبت الملك لألف ليلة وليلة.


الويل للمتفرجين!
عاموس رجل في الخمسين من عمره، عاش طفولته وشبابه في عائلة يهودية متدينة. كان مستوطنا تعلم في مدرسة يهودية تعاليم التلمود لمدة اربع سنوات. له اليوم اربع اولاد كلهم متدينون ويرون في فلسطين ارض ميعادهم.
وبعد ان درس وتعلم سنوات طويلة كل ما يتعلق بقتل اليهود في المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وصل الى استنتاج مفاده: "الويل لنا ان بقينا متفرجين!"، ويقصد المتفرجين من الألمان واليهود والأوروبين الذي نظروا الى قتل اليهود وغيرهم دون ان يقوموا بأي فعل، ليس فقط في الحرب بل ايضا من خلال السكوت على القوانين العنصرية التي سنت قبل الحرب لتمهد عزل اليهود عن المجتمع. واوصلته هذه النتيجة الى ترك اليهودية وربما كان هذا سببا ايضا في طلاقه من زوجته وابتعاده عن اولاده.
عاموس اليوم يشارك في مجموعة يهودية لدعم الفلسطينيين في الخليل. ويقول: اعرف اني لا اقدم شيئا يغير الواقع. حيث ان الاحتلال مدعوم بدولة تؤيد المستوطنين وتمدهم بالقوة من اجل ان يبقوا ويتوسعوا. وصلت اليوم الى قناعة انه لا يمكن تقسيم هذه الارض الى دولتين لشعبين. هذه ارض واحدة سيعيش عليها شعبان، لا اعرف كيف ولكن هذا ما سيكون. وكل محاولة لتقسيم البلاد ستبوء بالفشل.
استحضرت عاموس في مدونتي حتى اؤكد ان طرح دولتين لشعبين الذي يرفعه كثير من العرب والفلسطينيين هو ذر غبار في العيون. وكما سبق اليهود في تقسيم البلاد، فهم الان يسبقون كثيرا من العرب الذين يلحون بشعار دولتين لشعبين ولا يعلمون انهم بذلك يفرطون في حق لهم، وليس هذا فقط بل انهم يطرحون حلا غير واقعي.

الويل لمن يسمع ويقرأ ولا يفكر!
قال لها في مكالمة هاتفية: انت ساذجة، كل ما يريده العرب هو ان تموتي. يوما ما ستعرفين ذلك وستتخلين عن افكارك.
قالت له بصوت يغويه لابداء رايه: ولكني اعرف عربا لا يريدون موتي.
اجابها بغيظ: يمكن ان يكون هناك عرب جيدون ولكنهم قلة ولا يمثلون غير انفسهم.
انهت المكالمة ونظرت اليّ قائلة: أترين، دائما نصل الى هذه النتيجة. صديقي عوفر يمثّل اغلبية اليهود في البلاد. وانا لا استطيع اقناعه. ولكني على أمل ان استطيع اقناع اولادي بافكاري.
نظرت اليها طويلا قبل ان أقول: صعب... صعب!!

الويل للمفتونين!
وفي برنامج صباحي في راديو غاليه تساهل "صوت الجيش الاسرائيلي" عرضت مسرحية بين رجلين احدهما تقمص شخصية الخميني الايراني والآخر شخصية أوباما الامريكي ليعكس نظر كل من الطرفين في مفاوضات مستقبلية بينهما.
قال الممثل اليهودي الايراني ان ايران تتمسك بالتجارب النووية من اجل توليد الطاقة، بينما شدد الامريكي بلكنته الامريكية العبرية على ان ايران إما معنا أو عدونا ولا حل آخر لهذا الموقف. ولكن ما يلفت الانتباه الى ان ممثل الخميني قال بانه يجب ان يكون استفتاء في فلسطين من اجل مستقبل البلاد، اما ان تكون دولة اسلامية او شيء اخر. ووقتها فعلا تساءلت: لو صار مثل هذا الاستفتاء فماذا سيقول الفلسطينيون؟ هل سينادون بدولة اسلامية؟
وتسارعت الى ذاكرتي اصوات واحتجاجات اهالي لمعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية بسبب التزامهم الديني وكيف انهم يعذبون بالنار والحديد. ومن جهة اخرى تناهى الى سمعي ادعاءات تنم عن عدم ثقة بين المحسوبين على فتح بحماس، والحرب الاعلامية بين الطرفين من خلال قناة الاقصى وتلفزيون فلسطين. ووصل الامر الى درجة ان من يصلي لم يعد مسلما في نظر البعض بل حمساوي!!

الويل لمن لا يملك علما وموقفا!
بدأت بالحديث عن المرأة والمعرفة لأجد نفسي في ظل صراع محموم ليس بيني وبين الآخر اليهودي فقط، بل أيضا بين الأخوة أنفسهم. حيث تختلط ألوان الطيف لتشمل الابيض والأسود، الرمادي، الزهري، الأحمر، الأخضر، الأزرق، البرتقالي والليلكي وكثير من الألوان الشفافة التي لا ترى بالعين المجردة لأنها لا تملك المعرفة من أجل أن يكون لها موقف.
ولمن لا يزال يتسائل هل أكتب واقعا أم خيالا؟
أقول: أكتب واقعا. أحداثا أفكارا حقيقية، ولم أصل الى ترف الفكر حتى أتخيل لأكتب.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

I didn't understand the last section.... it looks intresting, but i need more expanding.
thank you Shahrazad