21‏/09‏/2008

حان الوقت لحوار مع الذات


الوعي عندي أصبح بحيرة ماء راكدة لأسباب عديدة منها: غسيل الدماغ الذي يصنع لنا أو نصنعه بأنفسنا في حياتنا اليومية ويشمل ثقافة العصر وافكار العصر وقدوة هذا العصر المشوهة.


التشتت الكبير
أحاول التدبر في آيات الله، في القرآن. أحاول أن أفهم المغزى والمقصد. ولكنى أجد في نفسي جدارانا تمنع وصول الحقيقة إلى ذاتي. أعتصر الدمع في عيني فلا تسقط دموع. أعيش مأساة. هناك فصل تام بين المعتقد، الإحساس بأنه الحل، وبين الواقع المعاش. ربما أعيش كل حالة من التفكير والعاطفة والواقع في بعد آخر. ولا أجد تشتتا أكثر من هذا.

دعاؤنا اليوم: هزيمة أم عزيمة؟
تبدأ هذه الحالة عندما أريد ان أتفاعل مع الصلاة، مع دعاء الإمام في التروايح. وأجد نفسي اسمع الدعاء وأنتقد مضمونه. أجد نفسي أقول: "هل هذا الدعاء يتانسب واحتياجات الاف المصلين في المسجد الأقصى؟"
الدعاء عندي ليس فقط لعرض المصائب التي تعيشها الأمة وهي كثيرة، بل أيضا وسيلة معنوية هائلة عندما نطلب من الله العون ونحن ناخذ بالأسباب.
قبل ليلتين، دعا الإمام في صلاة الوتر من اجل تحرير الأقصى، وغزو البيت الأبيض، والصلاة في روما كما وعد الحبيب المصطفى عليه السلام. وليس هذا على الله بعزيز. ولكن المشكلة تكمن في أن الإمام لم يطرح أي سبب ممكن ان يتعلق به المسلم من أجل الوصول إلى هذه الغايات. لم يدعو مثلا الى العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لم يدعو إلى حاجتنا إلى الوحدة والتعاون، لم يدعو إلى صلة الرحم والعمل. وهناك امور كثيرة يمكن أن يشملها الدعاء لتكون ملهما لجموع المسلمين في حياتهم، ولكن للأسف، الدعاء ليس كذلك بل هو مجموعة من المصائب لتذكرنا بأنا مهزومون واننا ضحايا وأننا لا شيئ. وهذا بحد ذاته نشر للروح الانهزامية.

ضعفنا وحاجتنا الى الله هما أمر واقع ودائم حتى في زمن الإنتصارات والقوة. وليس في الأخذ بالأسباب وذكرها في الدعاء ما يغير هذه العلاقة بين العبد وربه. بل ربما ساهم هذا النوع من الدعاء في تقوية العزائم وشحن النفوس بهمة العمل والعلم.

وهناك دعاء آخر يتكرر في مناسبات كثيرة ولا استطيع ان أقول وراءه آمين: عندما يدعو الإمام الله لتعجيل النصر. وأجد هذا الأمر مستهجنا. كيف نستعجل أمرالله وكاننا نشكو من قلة الصبر؟ ولماذا لا نقول: اللهم أفرغ علينا صبرا؟ أليس الأجدر أن نصبر بدلا من الاستعجال بامر الله؟ وهل نحن جاهزون الآن لتحمل مسئولية الإسلام؟


وفي الليلة ال 21 من رمضان، كانت تؤم صلاتنا أخت فاضلة، وكان دعاءها يرتكز على الأخذ بالأسباب: كانت تقول ربنا إجعلنا ممن يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر. كانت تدعو لأن تنجب كل إمراة منا ذرية طيبة تساهم في التمكين.
أوليس هذا إلهاما للعمل؟ أوليس هذا دعاءا يمكن لمسلم او مسلمة أن يتفاعل معه؟


حان الوقت لحوار مع الذات


في بحيرة الوعي الراكدة
استجمع قواي
حتى تتفجر ينابيع وانهار
من الدموع والأفكار
لتغسل كل هذه الغشاوة اتي تحيط بالقلب والعينيين.

أتسائل:
لو لم يكن ربي.. فمن أعبد؟
أأعبد نفسي وهواها؟
أم أعبد أصناما وخرافات؟
أأعبد كائنات من كوكب آخر
تأتي لتحتل الأرض
أم أعبد ملكا او شاعرا او ممثلا استعراضيا؟
أنا لا استبدل ربي برب مصلوب أو فكر مسلوب من المنطق!

عندما يكون هناك حوار دائم مع الذات في سؤال وجواب، ربما عندها تتفجر ينابيع الدمع والفكر. عندها يكون الإتصال مع اللاوعي، ويصبح وعيا. وعندها ربما أعرف كيف اتدبر الآيات.

كل ما أريد أن أقوله اليوم: أن الحوار مع النفس مطلوب حتى نستطيع أن نكنس بعضا من نفايات التربية والثقافة الوضعية التافهة.

أريد فراغا كاملا حتى أملأه بذكر الله.


















هناك تعليقان (2):

المكتبة يقول...

السلام عليكم
بالنسبة للدعاء فما ذكرت أيضاً مما يستفزني .. حتى أني أحياناً بت لا أصلي الوتر ..
وأكثر ما يغيظني أن يدعو الإمام " اللهم عليك بالأمريكان واليهود .."
طيب هو ما في امريكان مسلمين ؟؟ ما في يهود مناح يناقضون اصل اسرائيل كلها !!
hanadi

فتاة مسلمة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الحري بالامام ان يدعو للامة بالوحدة . ل ان تستنفذ الامة جل طاقتها بالاقتال يما بينم كما يحصل بين السنة والشيعة وبدل ما يدعو الامام الفضل بان يدعو لشباب وبنات المسلمين بالهداية والثبات ’ النصر سياتي باذن الله ’ ولكن لن ياتي النصر وشباب المسلمين على الفضائيات وعلى المسلسلاتلتركية والاجنبية والبطيخية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته