10‏/09‏/2008

من هنا يقول: هذه البلاد ليست لكم

كتب من هنا يقول:
كم هو غريب هذه المشهد !!! صبيتان تتأملان أزقتا وبائع عصير وتتبادلان أطراف الحديث، وبعض كلام الفلسفة. ويستغرب البائع هذا المشهد ؟!
هذا بلد غريب، امتلأ بكل أشكال التناقضات، حتى أننا صرنا التناقض نفسه، وأصبح الإنسان الواحد إنسانين: هو وهو أو أنا وأنا، هي وهي أنت وأنت. أما نحن فلا يوجد غير واحدة وهكذا يعم التشاؤم، واللجوء إلي الغيبيات والافتراضات المبنية على تجارب محدودة. وهكذا يصبح الحكم على الناس ظالما، ولا ندرك أن الخير والشر موجودان ولكن نحن من نستطيع أن نفنطهما ومن ثم نميز ونختار.

القدس مدينة ليست لأحد هي فقط لمن يحميها ويبقيها قدسا، ومن يجد نفسه غريبا عليها فهذا لانه فعلا غريب فهي لا تشبه شوارع ألمانيا ولا روسيا ولا حتى شوارع المغرب حتى شكل الناس مختلف وطريقة كلامهم كذلك.

الى من يشعر بالغربة في بلد ليست له
التقى رجل وفيلسوف. كان الرجل حزينا ولما ساله رفيقه عن سبب حزنه، قال الرجل: "خرجت يوما للصيد وقتلت غزالا صغيرا، ففاحت منه رائحة الحليب. نظرت امامي، فكانت امه تنظر الي، فشعرت بالحزن، ولا ادري كيف اخرج منها".
فرد الفيلسوف: "اتريد ان اجيبك كما لو كنت انا انت، ام انا من يجب؟ ان كنت انا انت فلا تحزن فانت من اراد الصيد. اما انا فاقول لك لماذا ذهبت الى الغابة حيث هي ليست مكانك؟ ولا يحق لك ان تشعر وكانك انسان، وان الظروف هي التي تجبرك على فعل ما فعلت".

ليست هناك تعليقات: