01‏/09‏/2009

بيغ بن، رمضان، اسر وانتصار

اللهم اجعل رمضان شهر الانتصارات العلمية
- اين تقع لندن؟
يسكت الطفل ابن السبع سنوات، ليسمع جواب امه وهي تقول:
- في بريطانيا.
ويعيد قائلا بصوت رقيق:
- في بريطانيا.
- واين تقع القدس؟ تسأل الـأم برقة.
- في اسرائيل. يجيب الطفل وهما يعبران في حافلة عن حاجز اسرائيلي بجانب قرية الزعيّم في القدس.
- لا... لا، ليست اسرائيل، انها فلسطين. تقول الام وتضيف: اسرائيل تعني حالة احتلال وليست اسم ارضنا.
يعيد الطفل: "القدس في فلسطين".
وينظرالطفل حوله بمرح طفولي، عن يمينه تبدأ بالظهور قرية العيزرية وعن شماله مستوطنة معاليه ادوميم التي تحولت في السنوات الاخيرة الى مدينة كبيرة، ولكنها تضم الى القدس على انها احد "أحياءها" بينما تستبعد القرى الفلسطينية مثل الزعّيم، العيزرية وابو ديس وايضا السواحرة الشرقية والتي تقع شرق المدينة المقدسة.

دعاء في الاقصى
في هذه الايام المباركة طعم اخر للدعاء والخضوع لله تعالى. كانت الجمعة الماضية الاولى في شهر رمضان. وقد أمّ المسجد الاقصى ما يقارب ال 80 الف مصل ومصلية من انحاء فلسطين، فقد سمح للكبار في السن من اهل الضفة الغربية بالمجيئ عن طريق حواجز الاحتلال. واخواننا في غزة ممنوعون من دخولها منذ حصار القدس في عام 1993 عن طريق اتفاقيات اوسلو، حيث وضعت الحواجز وفصلت المدينة عن محيطها الفلسطيني المسلم.
في باحات الاقصى لم يكن هناك مكان شاغر تحت ظلال الاشجار، حيث تجمع المصلون والمصليات. من بعيد يرى المرء هذا الجمع فيحمد الله على سواد المسلمين، ولكن عند الاقتراب من مجموع النساء، فيجد المرء عجبا، فبدل الدعاء في ساعة الدعاء، ترى اغلبية النساء يناقشن امور الفاصولياء، الملوخية، طبخة اليوم، حفل زفاف الابن او الابنة او الكنة. وكثيرا من تلك الاحاديث تقع في اطار النميمة، عدا طبعا احدايث الفاصولياء والمحاشي!!
اصبحت بل وامست اغلبية النساء في رمضان فقط للمطبخ ولسد احتياجات الجسد. ولا انوي هنا التعميم، ولكنها الاغلبية للاسف الشديد.

ادعية لم تطلق بعد

لينا من رام الله، حضرت الى الاقصى من اجل ان تستزيد من الشحنات الايمانية لديها، وتضيف: "في الاقصى مكان من اجل الابتعاد عن صخب الحياة ومشاكلها". ولكن لينا لم تستطع حبس دمعة شوق الى اخيها احمد الذي لا يزال معتقلا في سجون السلطة الفلسطينية في رام الله.
- "اعتقل اخي قبل رمضان بشهر، وحتى الان لا يبدو انه سيخرج من السجن. لم تمض على خروجه من سجن الاحتلال الاسرائيلي سنة حتى دخل سجنا فلسطينيا هذه المرة. ولا حول ولا قوة الا بالله".

وتتسائل لينا عن الادعية الخجولة التي تدعى في المساجد الاسلامية ولماذا لا تمس القلب ولا الشارع المسلم؟ اين هي الادعية النارية؟ ولماذا هذه الالغاز في الادعية: "اللهم دمر اعداء الدين"، "اللهم عليك بالحاقدين" وغيرها.
- هل هناك ادعية نارية؟ تساءلت.

- اقصد ادعية تلبي احتياجات الزمن الذي نعيش فيه. ادعية تستدعي الحاجة والتذلل. ايه اخية اكثري من الدعاء لفك الاسرى والمعتقلين.
قالت لينا وغرقت في دعاءها.

فكرت في جملة من الادعية التي لم اسمعها بعد:

- اللهم اجعلنا من اهل العلم. اللهم وفقنا للابداع والتميّز، اللهم اجعل رمضان عام الانتصارات العلمية، بفضلك هذا وبرحمتك يا الله.

ليست هناك تعليقات: