23‏/02‏/2012

أريد مستقبلا

"أنتم تعرفونني، من منكن لا تعرفني؟ أنا بنت أفقر رجل في القرية. رجل فقير جدا، عاطل عن العمل، مريض بأمراض جسمية ونفسية متعددة. هذا أبي، كلهم يلقبونه بالشاطر".
إفتتحت العاملة الإجتماعية قولها لمجموعة من الفتيات اللواتي يعانين من ضائقة اجتماعية تقودهن إلى ترك المدرسة والإنخراط في سوق العمل، نظرت العاملة إلى عيونهن التي صبت إليها بلهفة وابتسمت: "أنا واحدة منكن، نفس الوضع الصعب ولكني لم أيأس أبدا. كان واضحا بالنسبة لي ومن جيل صغيرة أنني أريد أن أتعلم، وأن أتعلم في الجامعة".
كنت أسمع قصتها مثلهم، كيف ناضلت، كيف خرجت من الركام والألم لتصبح عاملة إجتماعية، تضيف قائلة: "يقولون في الأبحاث أن من يمر في مرحلة صعبة في حياته ولا يجد من يساعده، يختار مهنة حياته من أجل أن يساعد الآخرين. هكذا أنا، عندما كنت طفلة صغيرة، كنت أبحث عمن يساعدني، شخص مسؤول ولكني لم أجد. وعندما كبرت وجدت نفسي عاملة إجتماعية تحب مساعدة الغير".
نظرت إليها مجموعة الشابات اللواتي تركن مدارسهن لأسباب إجتماعية وإقتصادية، ظهرت على ملامحن سمات التأثر، كن مشدودات إليها بخيط دقيق من الشعور المشترك، "تفهمين ألمنا جيدا" قالت إحداهن.

في مجموعة أخرى، قال أحد الشباب وعمره لا يتجاوز ال- 18: "بينما أنا أنظف حواف الشوارع، في البرد والحر، كنت أفكر لو أني في المدرسة.. لو أني أدرس الآن وأتعلم مهنة نظيفة". هكذا أجاب الشاب عن سؤال حول مراجعته لنفسه وأضاف: "كنت في المدرسة مشاغبا، عند دخول الأستاذ للصف كان يقول لي: أخرج من هنا. وفي كل حصة كان يفعل ذلك، كنت في الإعدادية وكنت فرحا لذلك، ولكني كنت أعود إلى الصف، لم أقل له أني نادم وأني أريد التعلم مع أني أردت ذلك. اليوم أدفع ثمن ذلك، خطأي وخطأ المعلم لأنه لم يسألني".

وماذا تريد أن تفعل اليوم؟ سألته.
- اريد أن أتعلم، أن أنهي الثانوية، أريد مستقبلا، أريد أن أصير شيئا محترما.

أتسائل: متى سيعي المعلمون والمعلمات هذه المسؤولية وفعلا يتعاملون مع الطلاب وحتى المشاكسين منهم بطريقة فيها رحمة وتفهم؟؟

20‏/02‏/2012

طعم لا يشبه شيئا أعرفه


أفرح كباحثة عن حقائق هذا الكون.. ولكني أحزن لألم الآخرين ومعاناتهم.
ولكن من ألمهم ينبت التغيير سواء أكان إيجابيا أو سلبيا.

لا يزال لديّ الكثير لإكتشافه، أعرف ذلك وأشعر بفرح عجيب. ألوان حياتي تتغير دائما، بالناس الذين يحيطون بي، بأهلي وصديقاتي وأيضا بأبحاثي في المجتمع والتاريخ.

هذا التاريخ الذي هو رسالتي في الحياة، أشعر بعمقه في حياتي، أقفز فرحا من إكتشاف عوالم مضت، عوالم من بشر يصنعون الأحداث أو\و تصنعهم.
أغوص في تجارب الغير، أبحر في خيالاتهم وذاكرتهم الشخصية والجماعية، يسعدني ما يكشفونه أمامي وما يمكن أن يخفونه مني.
أشعر أن لحياتي طعم ومعنى، عرفته دائما منذ طفولتي ولكني لم أحظ به إلا في فترات قليلة شعرت فيها بالقوة.

أعلم جيدا أني في بداية الطريق، ولكني حتما على استعداد للمضي فيها ومهما يكن الثمن.