31‏/12‏/2011

بمناسبة مرور عام..

ينقضي عام ويبدأ آخر، عام مرّ ولكنه ليس كبقية الأعوام، عام جديد، هجريّ وميلاديّ. عام يمتلأ بالإنقلابات والتغيرات، فيه يسطع نجم دول وينطفئ نجم دول أخرى، لكن القوة المادية لا تزال في يد الظالمين، والضعف والمهانة تقع على أكتاف المسلمين وفي بعض قلوبهم.
تسقط عروش كانت تبدو أبدية، تسقط أقنعة بشرية، تذوب إنفعلات الشباب على الشبكات الألكترونية، يشعر الكثير منهم بالقوة الوهمية. ولكن يقترب بعضهم الآخر إلى الله، وفي هذا نصر مبين.

عام مضى، وأنا لا زلت أتمتع بالقدرة على التأمل والكتابة، وهذه نعمة حقيقية. أستشعر اكثر، أتحسس خطواتي على الطريق، أكتشف في نفسي تفاصيل صغيرة تشعرني بأني لا زلت على قيد الحياة.

هناك من ينتظر الساعة الثانية عشرة ليلا ليحتفل، وهناك مرضى في المشافي ينتظرون الموت أو رحمة متبرع بالدم أو بأحد أعضاء الجسم. أطفال مرضى يذوون مثل الأزهار الجميلة، ولكنهم وبابتساماتهم يتمردون على الخوف ويستقبلون الموت الكريم بفرحة طفولية عابرة.
نظرت إلى أحمد، طفل من غزة مريض بالسرطان، يعالج في إحدى المشافي الإسرائيلية في تل أبيب، كان مفعما بالحياة، يقول: أريد هدية العيد، يضحك، يشّد بطرفي ثوب والدته. يرى الأضواء حوله وشجرة الصنوبر المليئة بالهدايا ويريد هدية.

هناك فقراء وجرحى ويتامى وضعفاء وأرامل وشيوخ فقدوا أولادهم، وهناك مساجين ومظلومين في كل مكان بعيدون عن عائلاتهم. هناك كثيرون كل في حاله، منهم قريب الى الله واكثرهم بعيدون. منهم فوق التراب ومنهم يرقدون تحته لا يؤنسهم الا صالح عملهم او دعوة ممن يحبهم او صدقة تطيّب ثراهم.

أحاول دائما أن أصحو، أتأمل ذكرياتي في المرآة، أقول لنفسي: ستمرّ هذه العاصفة وستكونين أقوى. وينتظرني ملاك الموت في الزاوية، هو جزء من حياتي، وهو مصيري كما وعد الرحمن. لا لست يائسة... بل أتذكر نهاية الدنيا في نهايتي الشخصية، فلا داعي أن آخذ الأمور بحساسية قصوى، ما دام مصيري في التراب، وبعده بعث ومن بعده جنة أو\و نار.
سأقوم من رقاد الموت، سأبعث كما النبات، أنشقّ من وسط التراب إلى يوم حساب طويل وصعب.
أتذكر وسع الحياة والموت والحياة من جديد، تسقط مع هذه الذكرى بعض الأحزان، ويزداد اليقين....

23‏/12‏/2011

الحمد لله رب العالمين

الحمد لله رب العالمين، على كل نعمة عرفتها وقدّرتها في حياتي، وعلى كل نعمة لم أرها ولم أقدرها.
الحمد لله على هذا الصباح الباكر المفعم بالندى وشمس كانون، وأرجو من الله تعالى أن يرحمنا بالمطر.
إشتقت له كثيرا، ينساب ويغسل الأرض ومن عليها من المخلوقات.

الحمد لله رب العالمين، على عافية الفكر والكتابة اللذان ليس بإمكاني أن أحيا بدونهما.
أصلي على الرسول عليه السلام وأقول له: أحبك يا رسول الله ، وأرجو أن القاك يوم القيامة وان تكون فخورا بما أقوم به!

20‏/12‏/2011

قبل أن أنام



حفيق الشجر أيقظ فيّ موسيقى جميلة. الليل في حديقتي ساكن رائع. لقد تدحرجت على العشب الأخضر مثل طفلة في الخامسة، حاولت تسلق شجرة ولكن سيقانها كانت عالية. تجاوبت الريح مع صوتي وأنا أحادث النجوم في السماء!

اكتشفت أني لا زلت أستطيع أن أرى!! لست عمياء إلى هذا الحد!

لقد ضحكت، لعبت، رقصت وتحدثت كعادتي كثيرا.

لا يزال هناك أمل كبير، ولن أفقده مهما ضاقت بي الطرق.

وعدت نفسي أن أكتب أيضا عن الفرح وأعطيه حقه!

19‏/12‏/2011

حوار

شهرزاد تقول: "في داخلي احتراق عجيب. ليس عاديا ما أمر به في هذه الأيام التي تبدو لي كانها الأبد. صعب عليّ".
"أحارب أفكاري، لم أعرف أبدا كم هو صعب أن تحاربي نفسك".

شهرزاد تجيب: "تخرجين من المسلّمات، تنظرين إلى نفسك في المرآة وتصرخين: كفى عذابا، كفى جلدا للذات.
تمررين أصابعك بين أطراف الأشياء ولا تستطيعين أبدا أن تقولي حمدا لله. هل هذا هو الجحيم؟
تحتاجين إلى صحراء واسعة وجافة وحارة حتى تصرخي بها وتلقي أثقالك، ولكنك فجأة تنظرين إلى الأخضر من حولك وتتسائلين: هل أصبت بالعمى؟؟

كم مرّ من الوقت دون أن تري حقيقة جمال الأشياء والأرواح من حولك وفي داخلك؟ كم من الوقت مضى منذ أن لعبت في ومع دميتك التي صنعتها بيدك من القطن وقصاص القماش؟ كم مضى من الوقت منذ أن ضحكت بأعلى صوتك ورقصت مثل مراهقة؟

لم تكوني أبدا سعيدة لأنك ببساطة كنت عمياء ولم تقدّري ما منحك إياه الله، لم تقدّري أبدا ما أنت فيه من نعيم، كنت كما اليوم تبحثين عن شيء ليس معك وليس بين يديك، بينما تدوسين ما بين يديك، تقتلعين أزهار الجمال من حولك وتجعلينها تذبل عندما تشيحين بوجهك عنها.

شهرزاد، ربما عليك أن تستقيلي، لأنك لم تعودي تعرفين كيف تروين القصص، وأصبح الحزن صديقك في كل الأماكن، ربما حان الوقت حتى تفسحي المجال لأخريات حتى يروين قصص الحب والحرب، لأنك ببساطة تثيرين فيّ السأم من كونك ضحية نفسك.

شهرزاد، أنظر إليك، لست أعرفك، تحتاجين إلى أن تلملمي نفسك، تحتاجين إلى طاقتك الإيجابية التي تصنع كل شيء، تحتاجين إلى قطرات العرق وأنت تحفرين في الذكريات والتاريخ، لعلك تجدين هناك عبرة وبلسما لجراحك.

أذكري يا شهرزاد حكمة التوسع، الكون خلق واسعا متوسعا، يمتد مع الوقت، لماذا يا ترى خلق الله الكون واسعا يمتد إلى أبعد ما يراه الإنسان بكثير؟
لماذا الكون واسع جدا ومتنوع جدا وفيه كل هذه المخلوقات؟ لماذا هذا الكم الهائل من المجرات والنجوم وذرات الرمال؟ ولماذا كل هذه الألوان البديعة؟ ولماذا يتغير الكون والفصول والمخلوقات؟ لماذا نتغير نحن من الطفولة إلى الشباب والكهولة؟

هناك أماكن كثيرة وجميلة لتهاجري إليها في محنتك وعجزك، أماكن حتى أنك لم تسمحي لنفسك بأن تتعرفي عليها. هناك مناطق عديدة في القلب والروح، فقط عليك أن تغوصي لتحصلي عليها.
أرجوك لا تسمحي لنفسك بالسقوط بين تناقضات الأبيض والأسود... حاولي أن تفتحي عينيك، لا تخافي من النور الذي سيقتحم ظلمتك وسياجك. أنت تصنعين حريتك بيدك وبعينيك.
تعلمي كيف تصبحين حرة من كل الخوف والشك والحزن. تعلمي كيف تثقين بنفسك، رغم كل شيء، أنت تستطيعين، أنت تستطيعين!"

14‏/12‏/2011

32




وجدت نفسي أهجرني. أتقلب بين مشاعري، هل هي فترة إنتقالية قبل أن أصبح بنت ال 32 عاما؟ في كل الأعوام التي سبقت عامي هذا كانت الفترات الإنتقالية عبارة عن مساحة للتفكير واستخلاص العبر، ولكني كلما طال بي العمر وعرفت أن لي شبابا يذوي وحياة لن تعود إلى ما كانت عليه، أشعر أني أهجر نفسي التي كنت أعرفها، وأتحول إلى أخرى.


وبينما أنا أكتب هذه الكلمات، أفكر للحظة، متى سأصادق عمري؟ ومتى سأشعر بالنعمة الكبرى في أن أكون بالغة وناضجة. أفكر وأكتب: متى سأفرح لأني أكبر في العمر وأكتشف من خلال عمري حياوات أخرى تتعلق بي وبالآخرين؟



في هذه اللحظة وأنا أقترب من الرقم 32، يجب أن يتحول شيء في داخلي، يجب أن يكبر معي اليقين والثقة بالله. ولكن كيف؟ ومتى سأرضى بما كتبه الله لي؟ إلى متى سأبحث عمّا ليس عندي؟ وكيف لي بالقناعة؟



تساؤلات هي بداية للتغيير، وربما يجب أن يكون طويل الأمد، وهدفي أن أتصالح مع ذاتي.

13‏/12‏/2011

حقل ألغام


هناك من يخاف الإقتراب.
القلب منطقة محظورة، ممنوع لمس أطرافها أو محاولة الدخول إليها.
القلب منطقة كالمناطق المسيّجة بالألغام، صعبة الإختراق ولكنها أيضا سريعة الإنفجار.
أشعر بهذا الأمر العجيب يقترب مني، تتقلص أطراف القلب المهددة، ولكنها تستعين بالله،
وتمضي إلى لقاء مع القدر..

04‏/12‏/2011

حنيني


حنيني إليك يزيد، كلما ضاقت بي الطرق وكلما زادت غربتي.
حنيني إليك لا ينقطع.
فمتى سنلتقي؟
متى سأراك؟
ومتى سأهجر هذه الدنيا إليك؟