29‏/11‏/2011

خصيصا من اجلك: فكر قبل ان تنشر


الكتابة مسؤولية كبيرة. من يكتب عليه أن يفكر قبل أن يكتب، وخاصة بتأثير كتاباته ولو على قارئه الوحيد (إن كانت نفسه من تقرأه).اما النشر فهي مسؤولية اكبر وخاصة عندما يطلق الواحد منا رسائله الى الفضاء الافتراضي، على افتراض ان هناك من يقرأ. وهناك من يقرأ باحثا عن تأكيد أو تفنيد أو إلغاء حقائق او أوهام لديه أو كلها معا.

بعد هذه المقدمة، اريد ان ادخل في صلب الموضوع واقول: فكروا قبل ان تكتبوا وفكروا أكثر قبل ان تنشروا. تصلني رسائل دينية دعوية فيها اخطاء كثيرة لا يجوز نشرها قبل التاكد منها. وتصلني رسائل دعوية الى الهة اخرى منها: الأنا، كنت هنا او هناك، وكل شيء وكل الحقيقة وحتى الاله موجود في داخلي!!

ومن الرسائل التي وصلتني كانت رسالة عنوانها: خصيصا من أجلك!ففي الملف المرفق للايميل يدور الحديث عن اربع شمعات واحدة للسلام وثانية للايمان وثالثة للحب انطفأت لانه لا احد يريدها، اما الرابعة فهي الامر الغامض غير الواضح فينا الذي لم يضع بعد والذي يمكنه ان يضيئ ما كان.والسؤال هو: ما هو الشيء الذي فيه كل هذه القوة؟ وهو داخلنا وليس خارجنا، بل ويمكنه ان يفعل كل شيئ؟

انها فعلا دعوة للتأمل: ما الذي يريد الكاتب\ة ان يقوله؟هل هي القوة الداخلية التي تضيء كل شيء؟ وما هي القوة الداخلية؟ أليست الأنا؟ يعني أنا في المركز، واذا كنت في المركز، هل فعلا يمكنني ان اضيئ كل شيء؟؟ هذه دعوة للوهم فعلا.

اما الامور الاخرى فقد انطفات لانه لا احد يريدها، هل فعلا تنطفئ الامور الايجابية لانه لا سوق لها؟ هذه فرضية تستحق التساؤل وخاصة فيما يتعلق بالايمان، هل ايماني ينتهي وينطفئ عندما يتوقف الاخرون عن الايمان؟ ما معنى ايماني اذا؟ هل هو تبعية للجماعة؟ ام ان ايماني بوجود الله لا يتعلق بعدد السائرين على الطريق وتاركيه، بل بقناعتي في صدق طريقي.

اما بالنسبة للشموع، فهناك شمعة واحدة تستطيع ان تضيء كل شيء، وهي الإيمان بالله تعالى، يضيء عتمات الدروب، ويشيع الحب والسلام. فإذا انطفأت فكل شموع الدنيا لن تستطيع ان تضيء مكانها او عوضا عنها اي شيئ!

21‏/11‏/2011

من ظلمات إلى نور

اللهم أخرجني من الظلمات إلى النور، دعاء يتكر ر على لساني في الوقت الأخير. أتذكر ما قالته إحدى الأخوات وهي تتأمل المعاني في هذا الدعاء: إنها ظلمات كثيرة ومتعددة، ولكنه نور واحد. نعم، صدقت أختي.
ظلمات متعددة وطرق كثيرة ومتعرجة تصل إليها، في كل زاوية من زوايا الحياة. ولكنه نور واحد، حقيقة واحدة، لا تختلط على من يبحث عن الحقيقة والنور. بسم الله الرحمان الرحيم، الله نور السموات والأرض.

ليتني أستطيع أن أحقق ما وصل إليه فكري ليصبح هو ما أشعر به وما أفعله. هناك فجوات عميقة لديّ، بين ما أؤمن به حقا وبين ما أقوم به، وفي بعض الحالات أعترف أن الفجوات تصبح هاوية سحيقة ما لها من قرار.

عندما بدأت بكتابة هذه السطور، كنت أشعر كذلك. تغيّبت بضعة أيام، والآن أشعر أني أقوى وأني لن أستسلم لحالات الإنفصام هذه. أقف من جديد، أنظر إلى الأمام وأستعين بالله على نفسي.

19‏/11‏/2011

خاطرة


المسافات هي المسافات،
لا زلت احتاج الى وقت ولو كان قليلا من اجل ان اتنفس ما يجول في قلبي.
لي قلب موجوع.
ولكن الى متى سيستمر البكاء؟

12‏/11‏/2011

لا تفقدي البوصلة

أسير في طريقي كما كنت دائما، وحيدة في اتخاذ القرارات، وحيدة في عاصفة الأفكار التي تهب من كل ناحية وتهزّني بقوة. أسير في طريقي وأذكر القمر البدر في السماء، يرافقني في غربتي الإراديّة.

هناك صديقات أصبح غيابهن عادة في حياتي، لم يعد هناك شوق يجمح للقاءهن، آسفة جدا لأني أفقدهن ببطء، ولكني في المركب أسافر، ويعلو ويهبط من يشاء في كل محطة وعند كل شاطئ.

عليّ أن أتعود على حياتي الجديدة- القديمة، لم أكن أبدا آمنة من تغير الحال، وفي كل مرة كنت أنهض من جديد، فما بالي هذه المرة أستشعر الخوف يتعدى مساماتي، ما بالي خائفة على رزقي؟ أليس الله بكاف عبده؟ أليس الله يكفيني؟
بلى، الله يكفيني، ولا داع للخوف، لا داع للتفكير الذي لا طائل منه، سيغيب كل شيء مرة واحدة، وهناك في القبر، الوحدة ستكون قاسية بلا عمل صالح.

في كل مرحلة من حياتي، هناك مسؤوليات جديدة-قديمة، لا بأس أن أتحدث بلغة المسؤولية، واليوم مسؤوليتي ليست لي وحدي، ليس فقط رزقي يجب أن يشغلني، وليس فقط الفكر، بل العمل لله. وأقل ما فيه، نصيحة لله وأمر بمعروف ونهي عن منكر.
الزمان والمكان يتغيران بسرعة، ولكن الثوابت لا يجب أن تتغير.
أتغير، أحاول أن أراجع تاريخي الشخصي، وأحتاج لأن أتغير، ولكن تبقى الثوابت والأصول،" أذكري هذا جيدا" أقولها لنفسي وأنا أسير في الظلمات والأنوار.