22‏/09‏/2010

حزن وفرح


كانت تجلس بين جموع من نساء يعكفن على الصلاة والدعاء في المسجد النبوي. عيناها تحاولان ان تسكبا الدموع. القلق يكتسي ملامح الوجه والقلب. وجهها كان ينضح بالاسى: المسجد النبوي كان ممتلئا بالجموع ولكنها كانت وحيدة. في وحدتها تستطيع ان تبكي. ولكن في دعاء القنوت تستنفذ طاقات في التفكر في الدعاء لدرجة تجعل من المستحيل على قطرة دمع ان تنزل.
اقتربت منها امراة من احدى القرى السورية. نظرت مباشرة الى وجه الصبية وتساءلت: لماذا انت حزينة يا بنيّة؟ كلنا فرحين لأننا نلنا شرف التواجد في مسجد رسول الله في رمضان. فما بالك حزينة؟

في تلك اللحظة بالذات شعرت شهرزاد بكل الدموع تريد ان تتساقط فجأة، ولسبب ما توقفت. نظرت الى المرأة وشعرت بالامتنان لهذا السؤال، ورنّ السؤال في اطراف قلبها: نعم لماذا انا حزينة؟


ها انا اكتب هذا الموقف من ذاكرتي وتسقط الدموع وانا اتذكر الموقف، اتذكر الحنان الذي اسلبته عليّ امراة لا اعرفها ولا تعرفني ولم يكن يجمعنا الا اكبر شيء واكبر حب في الله.

قلت لها: المسؤولية، الحزن على وضع الاسلام، المسائلة امام الله ورسوله... امور عديدة جمعت بين الهم الشخصي والجماعي، جعلت من حزني امرا لا مفر منه.

نظرت الى عينيّ مباشرة وقالت: لا بد ان تؤدي مثل هذه الامور الى الحزن.


احاول ان اتذكر ايام الفرح، طبعا انا بحاجة الى توازن في المشاعر. اذا كان الحزن لا بد منه، فلا بد ايضا من فرح. لا بد من فرح صغير او كبير. وها هو الفرح يأتيني من اهتمام طفل صغير بي! لا بد انها مشاعر الامومة المرجوة تناديني.

شعور بالشوق يغمرني منذ تلك اللحظة وحتى الان!